إن ديننا العظيم ليس دين رهبانية بل دين سعادة وعلم وعمل، وقد أكد على ذلك القرآن الكريم وسنة الرسول العظيم. ولتتضح للكل سماحة الإسلام وسعته المتماشية مع حقيقة الكون المخلوق لأجلنا بكل مافيه. وتأملوا قول الله { اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة } وقوله تعالى { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} وقوله عزوجل {ولاتنس نصيبك من الدنيا} وقوله العظيم {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} والأحاديث الشريفة {إن الله جميل يحب الجمال} فلقد كان عليه الصلاة والسلام يحب النظافة الداخلية والخارجية ويحث عليها، ودليل ذلك أحاديث سنن الفطرة والسواك والأمر بالتزين للمساجد وأنها من الإيمان، وتأييده عليه الصلاة والسلام لكسب المال الحلال والتمتع به وإنفاقه في القربات وصلة الأرحام ووجوه البر والطاعات، ونهيه عن البخل، ومشاهدته عليه الصلاة والسلام للحبشة أثناء لعبهم، وسماحه لصحابته بالإنشاد، وحبه للخيل وإيضاحه بأن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وحثه على الإكثار من الاستغفار في كل وقت وحين لأنه سبب رضا الله ونزول أمطار الخير وبركة الأموال والأولاد. وما أكثر شواهد رحمات الله وحفظه لعباده الملتزمين بأداء الصلوات المفروضة كما أمر بها تعالى خاصة صلاة الفجر. كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن الصيام وقيام الليل المتواصل، وعاقب أمير المؤمنين الفاروق عمر من ترك العمل وترهبن، وحين تأسوا برسول الهدى انتشر الأمن والإيمان والخير في الأرض. كما أن رضا الله عزوجل يحظى به المسلم عند قيامه بحاجات عباد الله. وفي الحديث النبوي الشريف أن { الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله } فالعمل عبادة. ولقد أوصانا رسول الرحمة المهداة والنعمة المسداة بالاهتمام بالأهل وخاصة الأم فإرضاؤها ثوابه جنان الخلد، ولاننس تفاؤله عليه الصلاة والسلام وبشارته بالبركة للأب والأم اللذين يكون أول إنجاب لهما بنت، حيث أوضحت الأحاديث النبوية الشريفة بأن رعاية البنات والاهتمام بتربيتهن والإحسان إليهن من أسباب سعادة الدارين. وأود الإشارة إلى أن مؤسسة الفكر العربي قد نبهت في أحد تقاريرها بأن عدد براءات الاختراع في ثماني دول عربية هو 475 خلال أربعة أعوام، أما في ماليزيا خلال ذات الفترة فقد بلغت 566 براءة اختراع في دولة واحده فقط. كما أوضح التقرير عن قيام 84500.000 مليون مواطن في الدول العربية بالبحث شهريا عن مطربين هذا بخلاف تحميل الأفلام، بينما البحث عن مايهم الأمة كان نصيبه 323 عملية بحث فقط.. لذلك يا شباب الإيمان: اعلموا بأن حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيها علم وعمل ومرح وفرح للقلوب؛ حيث كثر التباعد والنفور بين الناس، بل فقد الكثير حلاوة الإيمان وحب الإحسان، حتى أصبح أحدنا لايساعد غيره إلا قليلا بحجج واهيه، فمنهم من ترهبن، ومنهم من انشغل بشهواته، وتناسوا الاحاديث الشريفة التي تحث على الجماعه والتعاون.