العدل هو الإنصاف وأن تعطي كل ذي حق حقه دون تحيز لجنس أو لون أو عرق. ومعنى أن تكون عادلا ألا تنظر بعينيك فتتعصب لرؤيتك ولا بأعين الآخرين فتنساق معهم دون بصيرة، بل أن تبصر بعقلك وتترك هواك وعاطفتك جانبا. فالموضوعية في قياس الأمور نحتاجها اليوم كثيرا بل نحن في أشد الحاجة لها في مجابهة الشبهات والفتن ودحر القلاقل والشائعات التي تشاع من نفوس مغرضة همها مصلحتها فقط مستغلة ظروف وهموم وأحلام وتطلعات وحاجات الآخرين وحتى علاقتهم مع ربهم، ألهذه الدرجة بلغ بالبعض الدناءة والجشع والطمع واللهث وراء توافه الأمور. كثيرة هي اليوم رسائل الواتس المحرضة التي تشن هجوما على بلادنا وأهل بلادنا التي دستورها ومنهجها الكتاب والسنة، وهذه المرة مستغلة وجود الوافدين وكثرتهم في بلادنا وإشعارهم أن حقهم مهضوم وأن علينا تحمل مشكلاتهم وعقدهم وحتى تدهور اقتصاد بلدانهم. وعلى الرغم من احتواء المملكة لهم وحنوها عليهم وسياستها العطوفة والرحومة بهم، أساء الكثير منهم ومنا للأسف من المرددين لشائعات المغرضين والمشوشين والمضللين للحقائق، للنيل من هذه البلاد وهم بذلك لا يشنون حربا علينا بل على الكتاب والسنة. فهل يرضى المسلم منا -وافدا كان أم مواطنا- استغلال ظروفه واحتياجاته للنيل من الإسلام والمسلمين؟ وإن رضي بحجة البحث عن الحقوق والكرامة المزعومة. فهل بالسب والشتم والتحريض على بلاد احتوته واحتضنته وشعب عطف عليه ورأف بحاله، سوف ينال الكرامة؟. فمن ليس له خير في أهله ولا معروف وجميل فيمن وقفوا إلى جانبه وأستضيف في بلادهم معززا مكرما فلا خير فيه ولا خير له في الناس ويستحق النبذ والطرد والإبعاد من بلاده ومن غير بلاده والاقتصاص منه.