أتلف غسالو السيارات أسفلت الشوارع من خلال عملهم غير المشروع في غسيل المركبات في أي موقع يتخذونه مكانا لممارسة مهنتهم. ما إن يتوقف أي شخص بسيارته عند دائرة حكومية أو سوق تجاري إلا ويبادرونه بسؤال «هل تريد غسيل سيارتك؟».. عمالة متخلفة متناثرة يمنة ويسرة متسلحة بأدوات المهنة المخالفة؛ خرقة بالية، برميل مليء بالماء وصابون للغسيل، ولم يعد يفرق المواطنون بين ما تخلفه مهنة غسيل السيارات من برك مائية وبرك الأمطار، ولم يبالوا بقيمة الأسفلت المتشقق جراء تراكم المياه عليه، فضلا عن الحشرات التي تتجمع حولها وما تنتج عنها من أمراض وبائية.. تطورت مهنتهم المخالفة فأصبحوا يتواجدون في الأماكن الأكثر إقبالا مثل المولات والأسواق أو بعض الدوائر الحكومية، واختلفت طرق الأفارقة المخالفين في جلب الماء، ففي المنطقة المحيطة بأشياب الفيصلية مثلا يشدك منظر هؤلاء المخالفين عندما يقتنصون صهاريج الماء عند وقوفها في الإشارات لسرقة ما يكفيهم من الماء وتعبئتها في براميلهم، في مشهد غريب قد لا تراه في بلدانهم، وحولوا المعنى الحقيقي للإشارة الحمراء التي تعني التوقف، حولوها إلى نقطة انطلاقهم للصهاريج، وانتشرت ظاهرة غسيل السيارات في أماكن عدة من جدة، خصوصا بجوار مخرج حي قويزة خط الحرمين، وكثفوا تواجدهم أيضا في سوق الأمير متعب بحي الجامعة، بينما اتجه آخرون الى مواقف المجمعات التجارية والمولات والأسواق، وذلك بسبب تواجد أعداد كثيرة من السيارات، في محاولة منهم لكسب أكثر عدد من الزبائن، وتتراوح أسعار الغسيل في هذه البؤر المخالفة ما بين 10 إلى 15 ريالات. «عكاظ» التقت عددا من المواطنين عبروا عن استيائهم من انتشار هذه الظاهرة التي شوهت العروس، يقول معن الخضري «إن أغلب من يمارس مهنة غسيل السيارات يجبرك على غسيلها رغما عنك، حيث يلاحقونك من بداية دخولك للمواقف حتى دخولك للمجمع التجاري»، وبين وليد الخالدي أن الموضوع تطور وأصبح يضايق مرتادي الأماكن العامة، وطالب الجهات الرسمية بالضرب بيد من حديد للحد من هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة أدت لتآكل الطبقة الاسفلتية بسبب المواد الكيميائية المستعملة في الغسيل. من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي لجوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين، أن حملات الجوازات متكررة وبشكل مستمر للقضاء على ظاهرة العمالة المخالفة الذين يمتهنون غسيل المركبات في الأماكن العامة، مطالبا المواطنين بعدم التعامل معهم للحد من هذه الظاهرة بشكل كامل.