كشفت دراسة مسحية عن واقع المتحدثين الرسميين وأدوات التواصل التي يعملون عليها وآليات التعامل مع الإعلام، أن 64% منهم لم يتلقوا دورات تدريبية أو تأهيلية بعد تعيينهم، وأن 31% منهم ليس لهم تواصل جيد مع الإعلاميين. الدراسة التي قامت بها وزارة الثقافة والإعلام وأعدها وكيل وزارة الإعلام المساعد للتخطيط والدراسات المشرف على تقنية المعلومات والمتحدث الرسمي للوزارة الدكتور عبدالعزيز الملحم، استهدفت عينة من حضور ورشة العمل التي أقيمت في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض مؤخرا، واحتوت الاستبانة 34 سؤالا وحللت نتائج التصويت للخروج بمؤشرات تساعد المتحدث الرسمي وجهته في التطوير، وقد قسمت إلى ثلاثة محاور أولها الناطق الرسمي، حيث أوضحت الدراسة أن 25% من المتحدثين لم يكن لديهم أي تأهيل مسبق والبقية لديهم تأهيل مسبق اكتسبوه بالخبرة، بينما 64% منهم لم يتلقوا دورات تدريبية أو تأهيلية بعد تعيينهم كما أن 41% من المتحدثين يعملون أفرادا ولا يوجد لهم فريق دعم أو مساندة، وهذا قد يساعد على عدم إلمام المتحدث الرسمي بما يدور حوله بفلك الإعلام بشقيه التقليدي والجديد من أخبار وأقاويل. كما أشارت نتائج التصويت إلى أن 36% من المتحدثين لايساعدهم أحد في الرد على اتصالاتهم. وتحدث المحور الثاني عن أدوات التواصل التي يستخدمها المتحدث الرسمي وكيفية التعامل معها، حيث أشار 17% من المتحدثين إلى عدم استخدامهم الهاتف الثابت، فيما يستخدم 77% الهاتف الثابت بعض الوقت، وأوضحت النتائج أن 49% يستخدمون جوالا واحدا. وعلى صعيد التواصل الإلكتروني (البريد والفيسبوك وتويتر) أشار 53% إلى أنهم يستخدمون وسائل إضافية للتواصل في حين أشار 66% إلى عدم وجود صفحة على الفيسبوك حيث يستخدم 24% صفحاتهم الخاصة، وعلى تويتر نجد أن حوالي 54% لا توجد لهم حسابات، ولكن نجد أن عدد الجهات التي لها تواجد في تويتر يساوي ضعف التواجد على الفيسبوك، وقد أشار 37% منهم إلى أن الغرض من حساب تويتر هو مراقبة مايقال، وبخلاف الفيسبوك فإن 66% من المتحدثين الرسميين يقومون باستخدام تويتر بأنفسهم وهذا التواجد الكبير بين جمهور المستخدمين أسس لبعض الممارسات السلبية والمضايقات للمتحدثين، حيث أشار 62% منهم إلى تعرضهم لمضايقات. وعلى صعيد الأجهزة الإعلامية الوطنية أشارت النتائج إلى أن 19% لايعتمدون على وكالة الأنباء السعودية في بث الأخبار والتصريحات بينما يعتمد عليها 36% منهم بشكل جزئي، ويرى 79% من المتحدثين أن الصحافة تشكل أساسا في عمله، بينما يرى 65% أن الإذاعة والتلفزيون هما الأساسيتان لعملهم. واختتمت الدراسة بمحورها الأخير علاقة المتحدث بمحيط عمله حيث وجد أن 29% من المتحدثين لا يتواصلون مع نظرائهم الآخرين، وفي جانب التواصل البيني والتنسيق أشارت الإحصاءات إلى أن 82% من المتحدثين لهم تواصل جيد مع رئيس الجهة و62% منهم لهم تواصل مع رؤساء القطاعات في الجهة الحكومية. وبينت الدراسة كذلك أن 31% من المتحدثين ليس لهم تواصل جيد مع الإعلاميين وهذا يشكل مؤشرا سلبيا لعمل المتحدثين. ومن خلال نتائج التوصيات على الاستبانة التي أجريت على الدراسة وجد أن هناك بعض الفجوات التي يمكن أن تعزز لتطوير مهارات المتحدث الرسمي، ومنها القيام بدراسة مسحية متعمقة لواقع المتحدث الرسمي والتحديات التي تواجههم، تخصيص دورات لهم لتطوير مهاراتهم وقدراتهم، التركيز على تأهيل المتحدث قبل تعيينه لأداء مهامه وخاصة مهارة مواجهة الجمهور، إقامة لقاءات دورية لهم مع الإعلاميين والتأكيد على أهمية الأجهزة الإعلامية الوطنية واستخدامها لإيصال صوت الجهة للجمهور، بالإضافة إلى التأكيد على المتحدثين بضرورة التواجد في وسائل الإعلام الجديد لما يساعد في توفير فرص أكبر من احتواء الفرقعات الإعلامية قبل انتشارها ويكون دورهم فعالا، الحرص على إنشاء فريق لمساندة المتحدث وإجراء تقييم دوري من أجل تفادي السلبيات المستقبلية، وعدم التركيز على وسيلة إعلامية واحدة أو التقليل من شأن أخرى وإنما العمل على استخدام هذه الوسائل بحسب الحالة المطلوبة. من جهة ثانية صدرت عن ورشة عمل (المتحدث الرسمي وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام) والتي أقيمت مؤخرا في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض تحت رعاية وزير الثقافة والإعلام، عدة توصيات شددت على أهمية التواصل المستمر بين المتحدثين الرسميين، وعليه تم إطلاق ناد للمتحدثين الرسميين الحكوميين كمبادرة اجتماعية، فيما ستنظم الوزارة من منطلق حرصها على استمرارية تطوير مهارات المتحدثين الرسميين، ورشتي عمل إحداهما ستخصص للقاء بين المتحدثين الرسميين والإعلاميين لمناقشة التحديات التي تواجه الطرفين وكيفية تنسيق الأعمال بينهما، والثانية لمسؤولي القطاعات للتعرف أكثر على مهام المتحدثين الرسميين وكيفية الاستفادة القصوى منهم لخدمة أهداف الجهة. كما سيتم إنشاء موقع تواصل افتراضي للمتحدثين ليتمكنوا من الحصول على المواد التعليمية أو أي معلومات إضافية تهمهم، وضرورة تحديد مهام ومواصفات المتحدث الرسمي. وتقترح الوزارة بعض النقاط التي يجب أخذها في الاعتبار مثل الالتزام بالسياسة الإعلامية للمملكة والأنظمة والتعليمات الخاصة بالتصريح لوسائل الإعلام و العمل على مواكبة آخر المستجدات المهنية في تطوير مهارات المتحدث الرسمي والتقيد بما يحقق المصلحة العامة وينسجم مع سياسة الدولة، بالإضافة إلى مراعاة تحقيق أهداف الجهاز الذي يمثله المتحدث وهي المرونة في التعامل مع وسائل الإعلام والصدق والدقة في استقاء المعلومات من مصادرها الأصلية والقيام بدراسة مسحية متعمقة لواقع المتحدث الرسمي والتحديات التي تواجهه عن طريق منهجية متعمقة وتخصيص دورات للمتحدثين الرسميين لتطوير مهاراتهم وقدراتهم والتركيز على تأهيلهم وإعدادهم قبل تعيينهم لأداء مهامهم، وبالأخص مهارات مواجهة الجمهور، وعقد لقاءات دورية بين المتحدثين الرسميين أنفسهم ومع الإعلاميين والتأكيد على أهمية الأجهزة الإعلامية الوطنية واستخدامها لإيصال صوت الجهة للجمهور. كما تم التأكيد على أهمية التواجد في وسائل الإعلام الجديد بما يساعد في توفير فرص أكبر من احتواء الفرقعات الإعلامية قبل انتشارها.