أظهرت دراسة دكتوراه حديثة أن العلاقة الوظيفية بين القائم بالاتصال في وسائل الإعلام السعودية المحلية والجمهور السعودي ضعيفة، وغير متوافقة. وكشفت دراسة الدكتور محمد بن سليمان الصبيحي بعنوان "العلاقة الوظيفية بين القائم بالاتصال والجمهور - دراسة وصفية في ضوء متغيرات البيئة الاتصالية الحديثة في المملكة" المقدمة لقسم الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن القائم بالاتصال لا يسعى - غالباً - لدعم تصوراته عن الجمهور واحتياجاتهم بصورة موضوعية تفيد من ما تتيحه البيئة الاتصالية الحديثة من إمكانات للتواصل مع جمهوره بطريقة فعالة؛ مما جعله يعتمد في تحديد الوظائف الإعلامية على مصادر ذات مصالح تتعارض مع احتياجات الجمهور، أو تفتقد الموضوعية والواقعية في تفسير احتياجاتهم؛ أو نتيجة لما قد تفرضه عليه سياسة الوسيلة الإعلامية التي يعمل بها من وظائف إعلامية لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الجمهور، وهذا يعني وجود خلل وظيفي في الأداء الإعلامي بين أهم عنصرين في العملية الاتصالية. واستندت الدراسة في وصفها للظاهرة محل الدراسة وتفسيرها إلى النظرية البنائية الوظيفية بوصفها إطاراً علمياً يمد الباحث بالسياق المعرفي الذي يمكن من تفسير نتائج الدراسة في سياقها الطبيعي، وقد زاوجت الدراسة في معالجتها لموضوعها بين المنهجين الكيفي والكمي بصورة أفضت إلى بلورة المفاهيم النظرية المرتبطة بالدراسة من جهة، والمعلومات الميدانية من جهة اخرى. واستطلعت الدراسة - في جانبها الميداني - آراء القائم بالاتصال في ست عشرة وسيلة إعلامية محلية، مثلتها (438) مفردة، وآراء الجمهور السعودي في مدينة الرياض في عنية قوامها (1020) مفردة، باستخدام أداة الإستبانة لكل منهما. وخلصت الدراسة إلى أن القائم بالاتصال حدد وظائفه الإعلامية بست وظائف فقط، هي على التوالي: توعية الجمهور وتنمية قيمه الاجتماعية، الإخبار، التثقيف، الشرح والتقويم والمشاركة الاتصالية، التسويق، والترفيه، وقد سعى القائم بالاتصال لتحقيق هذه الوظائف بنسبة مئوية مقدارها (64%)، بينما حدد الوظائف الإعلامية التي يرى أنه نجح في تحقيقها بخمس وظائف، هي على التوالي: الإخبار، توعية الجمهور وتنمية قيمه الاجتماعية، ومشاركته الاتصالية، التثقيف، والشرح والتقويم، والترفيه والإعلان، ورأى القائم بالاتصال أنه قد نجح في تحقيق وظائفه الإعلامية بنسبة بلغت (65%). كما حدد الجمهور وظائفه الإعلامية بست وظائف فقط، هي على التوالي: الأخبار، التنشئة الاجتماعية والتنموية، المعلوماتية، الترفيه والخدمات، المشاركة الاتصالية، النقد والتقويم، ويسعى للحصول عليها بنسبة مئوية قدرها (66)، بينما رأى الجمهور أن وسائل الإعلام قد نجحت في تحقيق أربع وظائف إعلامية فقط، هي: الأخبار والتماس المعلومات، والترفيه والخدمات، والتنشئة الاجتماعية والتنمية، والتقويم والمشاركة الاتصالية، بنسبة مئوية مقدارها (61.4%). يذكر أن المشرف على الدراسة د. محمد بن عبدالعزيز الحيزان الأستاذ المشارك في قسم الإعلام بجامعة الإمام، ونوقشت مؤخراً من قبل أ.د. عثمان العربي من قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، ود. عبدالله بن صالح الحقيل الأستاذ المشارك في قسم الإعلام بجامعة الإمام.