ريناد صلاح عقاد وزميلتها إيناس صلاح خورشيد، طالبتان في المرحلة المتوسطة في إحدى مدارس جدة .. سلكتا طريق الابتكار والمثابرة وقدمتا للمجتمع خدمة تستحق الثناء والتقدير والعرفان تمثلت في كاميرا ناطقة مخصصة للمكفوفين ترفع عنهم الحرج وتعينهم على ممارسة الهواية أو المهنة بلا عوائق او مصاعب او تردد. الباحثتان ريناد وإيناس تولتا إعداد المشروع وعكفتا على دراسة كل تفاصيله وانتهى مجهودهما الكبير بالاختراع الفخم الذي وجد الاستحسان والقبول والاشادة من كافة الاوساط في داخل البلاد وخارجها. إعجاب كبير المشروع عبارة عن عمل جماعي بين الباحثتين في تصميم كاميرا ناطقة ومرنة تسهل على المكفوف استخدامها بسهولة ويسر وتتيح له معرفة تفاصيل الصورة الملتقطة صوتيا عن طريق سماعة أذن ملحقة بالجهاز العبقري. العمل الكبير الذي رصدته «عكاظ» في معهد النور للمكفوفين يعد غير مسبوق وشعر المكفوفون لأول مرة بالراحة في استخدام الكاميرا الذكية. وتقول الباحثتنان انهما تواصلتا مع طالبات كفيفات حاصلات على مراكز متقدمة على المملكة ومعلمات كفيفات. ونالت ريناد وايناس الدعم والتشجيع من كافة الاوساط وتقدم عدد كبير من الكفيفات لامتلاك الجهاز والاستفادة منه كما تواصلت الباحثتان مع اطباء في داخل وخارج المملكة. والجهاز يحتاج لتقنية عالية لذلك أجرتا عليها التجارب الواقعية ثم الاستبيانات مع عمل نموذج ثلاثي الأبعاد وعمل محاكاة للمشروع. نسبة النجاح وتؤكد ريناد وإيناس أن أقل نسبة نجاح متوقعة للجهاز تصل إلى 95% وأعلى نسبة 200%. وشرحتا فكرة المشروع بالقول إنها جاءت بعد شعورهما بعزلة المكفوفين عن العالم بسبب شعورهم بالحرج نتيجة استخدامهم الأجهزة الظاهرة وبعضها تكون غير دقيقة كجهاز تمييز الألوان الذي لا يعطي للمكفوفين اللون الصحيح. والكاميرا الجديدة تخدم المكفوف ماديا ومعنويا فبدل أن يحمل المكفوف في حقيبته جهاز تمييز الألوان والعصا البيضاء والمتر الناطق وغيرها من الاجهزة باهظة الثمن لكن الكاميرا الذكية تغني المكفوفين عن كل ذلك. وناشدت الباحثتان الجهات المختصة توفير اقسام خاصة للموهوبين والمخترعين في المدارس لصقل تجاربهم وابداعاتهم.