بدأت جمعية المكفوفين الخيرية، خطوات عملية تستهدف تمكين فاقدي نعمة البصر من استعمال التقنيات الحديثة، وبخاصة الأجهزة الكفية، عبر تزويدها ببرامج تناسب مع القدرات التي يمتلكها المكفوف. وقال مدير الجمعية الدكتور عبد اللطيف الحسن، في تصريح ل «الحياة»: «إن الجمعية بدأت منذ مطلع العام الجديد، تطبيق بعض بنود الخطة التي تم إعدادها مُسبقاً، لتحسين مستوى التعلم لدى المكفوفين، عبر إدخال التقنيات والبرمجيات الحديثة في المناهج التي يتعلمونها». وأنشأت الجمعية أخيراً، معمليْن أحدهما تحليلي، والآخر تدريبي. وذكر الحسن، أن «المعمل التحليلي يتضمن أجهزة حديثة وبرمجيات مع آليات الاستخدام، مثل «الآيفون» و»الآيباد»، وكيفية استخدامهما، وتمكين المكفوف من التعامل مع هذه الأجهزة المتطورة، للإفادة منها، إذ أدخلت برامج ناطقة. كما تم ابتكار طرق عملية تُسهل استخدام هذه الأجهزة، وتُعرِّفهم على آلية العمل فيها»، لافتاً إلى أن استخدامها «صعب بالنسبة للمكفوف، لأنها تعمل على اللمس، لكننا أدخلنا برنامجاً ناطقاً على هذه الأجهزة، ليتمكن المكفوف من الوصول إلى مُبتغاه، من دون أدنى صعوبة». وأبان أن المعمل الثاني، يتضمن «المسارات التدريبية، التي تساعد المكفوف على التدريب على أيدي مختصين في هذه المجالات، وأحد البرامج يُدعى «برايل باد»، الذي تم إدخاله للأجهزة الحديثة، وهو مزود ببرامج ناطقة، إذ تم إخضاع مجموعة من المكفوفين للبرنامج التدريبي، كتجربة أولية. ولوحظ أن النتائج ايجابية». ويقدر عدد المكفوفين في السعودية، بنحو 300 ألف شخص. واعتبر الحسن، أنَّ العدد «قليل مقارنة مع الدول الأخرى. وتمثل نسبتهم 0.5 في المئة من سكان المملكة». وعزا مكفوفون، الصعوبات التي يواجهونها حالياً، مع وسائل الاتصالات الحديثة والتقنيات إلى عدم قدرتهم على استخدامها. وقال الكفيف إبراهيم أبو خمسين: «لم أتمكن من إجراء بحث علمي، حول التقنيات الحديثة ومدى تأثيرها على المجتمع، وما أحدثته من نقلة نوعية، لعدم معرفتي في هذه الوسائل»، مبيناً أن «الآيباد» و»الآيفون» والأجهزة الذكية الحديثة، «نسمع عنها من المبصرين، ونحاول أن نتخيلها، ونشتاق إلى استخدامها، ولكن يستحيل ذلك في ظل وضعها الحالي، فهي بحاجة إلى مُبصر، يرى ما يظهر على الشاشة، ويستعمل أصابعه للتعامل مع ما يظهر عليها». وأضاف أبو خمسين، «وعدتْ جمعية المكفوفين، بتزويدنا ببرنامج ناطق يُمكِّنُنا من استخدام جهازي «الآيباد» و»الآيفون» كما تم تدريبنا على الأسس والبرمجيات الحديثة، بهدف تذليل العقبات أمامنا، للإفادة من التقنيات الحديثة، خصوصاً في التعليم الجامعي. كما يمكن الإفادة منه في التواصل الاجتماعي مع الناس العاديين، وهذا شيء مهم وكبير، بعد أن شعرنا لفترة أننا محرمون من هذه التقنيات».