لا بد أن معظمنا سمع ب«العولمة»، وأن بعضنا يفهم معناها وأهدافها جيدا؛ بينما بعضنا الآخر اكتفى بما لملمته ذاكرته من أحاديث الآخرين المتناثرة عنها وفق معرفتهم ومصالحهم الشخصية، فألبسها في خياله ثوبا فضفاضا متضارب الألوان، قد لا يمت لحقيقتها بصلة، خصوصا أن هذا المصطلح الصغير يخفي تحت عباءته مساحات شاسعة من المفاهيم، والتصورات، والقوانين المستقبلية.. ربما نكون محظوظين لأن البهرجة المخادعة للعولمة لم تزحف زحفا ساما على أنماط حياة الناس في السعودية رغم تأثيرها الذي لا بد منه على بعض أنماط حياتنا، لكننا في الوقت ذاته مازلنا بحاجة إلى «تفعيل» بعض مميزاتها التي تسهل من وصول معلومة أو خدمة ما إلى محتاجيها عبر وسائل الإعلام، وأن يكون للشبكة العنكبوتية الإلكترونية «الإنترنت» دور أكبر في هذا الإطار، لأن هذه الوسيلة تمتاز بفترات بقاء أطول للخبر أو المعلومة من بقية وسائل الإعلام الأخرى، كما أنها الأكثر قربا من الفئة الشابة، والفئات التي تحكمها مهنها بساعات عمل طويلة تبعدها عن متابعة وسائل الإعلام الأخرى. اتساع مساحة المملكة يفرض آلية جديدة للتعامل مع كافة الشرائح المستهدفة بأي معلومة، أو خدمة، أو تسهيلات كي تصل إلى الجميع دون مصاعب أو تعقيدات. أعلم أن «البعض» سيرفض هذا الكلام من منطلق وجهة نظره التي تقول: «هذا غير صحيح، ألا ترين ما تحقق من نجاح كبير لدينا في هذا المجال؟».. لا أنكر هذا النجاح، لكنه يبقى نجاحا غير مكتمل ما دام هناك من يحتاجون إلى تقديم شكاوى، واكتشاف مواهب، والحصول على مساعدات، والاستفسار عن معلومات دون الوصول إليها بهذه الطريقة. وبهذا تهزمنا العولمة من طريق غير الطريق الذي هزمناها به. [email protected]