تمهد فرنسا لعملية عسكرية برية ضد المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة في مالي، الذين أجبرتهم الغارات الجوية الفرنسية على إخلاء معاقلهم في المدن الكبرى بشمال البلاد في «انسحاب تكتيكي» حسب ما أعلنه متحدث باسمهم. لكنهم في المقابل شنوا هجوما مضادا في غرب البلاد وسيطروا من خلاله على مدينة ديابالي الواقعة على بعد 400 كلم شمال العاصمة باماكو. وأفادت مصادر متطابقة أن رتلا مكونا من حوالى 30 دبابة وآلية لنقل الجند عبر مركز بوغو الحدودي في ساحل العاج في طريقه إلى مالي. بينما ذكرت الأممالمتحدة أن حوالى 30 ألفا من المدنيين نزحوا عن ديارهم في وسط وشمال مالي وتوجهوا إلى منطقة الحدود الموريتانية. وأغلقت الجزائر حدودها مع مالي في إجراء احترازي. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس ان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعا طارئا خلال يومين أو ثلاثة أيام لبحث الوضع في مالي ونشر بعثة أوروبية لتدريب وإرشاد الجيش المالي. وقال إن فرنسا لا تنوي البقاء وحدها إلى جانب مالي، مشيدا بالدعم الدولي «شبه الاجماعي» الذي حظيت به العملية العسكرية الفرنسية في هذه الدولة الأفريقية. واعتبر أن الاستعدادات تتسارع من أجل نشر قوة غرب أفريقية وقال «إن هيئة الأركان بصدد عملية انتشار في باماكو. وسيعقد مؤتمر اليوم على الأرض بهدف التخطيط لنشر القوات»، مضيفا أن «تشاد ستقدم أيضا وحدة كبيرة».. إلى ذلك أجرى مجلس الأمن الدولي أمس مشاورات مغلقة حول التدخل العسكري الفرنسي في مالي . وقال السفير الفرنسي جيرار ارو للصحافيين «إن الهدف من هذه المشاورات هو إبلاغ شركاء بلاده بشأن التقدم الذي أحرزته عملية سيرفال» ، مؤكدا أن «فرنسا تدخلت على أساس المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة التي تنص على حق الدفاع المشروع الفردي أو الجماعي في حال تعرض عضو في الأممالمتحدة لاعتداء مسلح».