أنقذت دوريات حرس الحدود بمنطقة جازان قبيل مغرب أمس الأول طاقم عبارة تجارية احتجزتها الرياح والأمواج العالية في عرض البحر لمدة يومين. وكانت العبارة قد تحركت يوم الأربعاء الماضي وعلى متنها مواد بناء وغيرها إلى جزيرة فرسان، إلا أن الكابتن لم يجد مناصا من التوقف بالقرب من إحدى الجزر في عرض البحر خوفا من غرق العبارة، على أمل أن تتحسن الظروف المناخية ليتمكن من مواصلة رحلته، إلا أن الوضع ازداد سوءا واحتجزوا يومين كاملين فبادروا إلى الاستنجاد عبر الجوالات بغرفة عمليات حرس الحدود الذي وجه إليهم زورقا سريعا تمكن من الوصول إليهم وإجلائهم إلى البر. وأكد ل «عكاظ» مصدر في حرس الحدود أن قائد العبارة توقف فجأة وسط البحر خوفا من مواصلة السير مع اشتداد التقلبات المناخية خوفا من غرق العبارة بمن فيها من الركاب من جنسيات مختلفة (بينهم راكب سعودي واحد)، مشيرا إلى أنهم طلبوا في البداية سحب العبارة من وسط البحر فتم الاتصال بالوكيل الملاحي للعبارة الذي أبدى استعداده لسحبها باستئجار ونش كبير لأن آليات حرس الحدود لا يمكنها سحب عبارة تجارية ضخمة، ولكن في اليوم التالي ولعوامل إنسانية ومع تواصل الاستغاثة، تم توجيه زورق مجهز من قبل حرس الحدود قطاع الموسم، لإنقاذ الركاب بعد أن أوشك طعامهم على النفاذ، وتم بحمد الله إيصالهم جميعا إلى ميناء جازان وهم في صحة جيدة. ووفقا لإفادة المواطن السعودي الذي كان على متن العبارة، فقد أنهى جميع الركاب إجراءات السفر في تمام الساعة الثانية من فجر يوم الأربعاء من جازان إلى فرسان، وبعد أن أبحروا بمسافة قليلة اشتدت الرياح فقرر الكابتن العودة إلى المرسى، وما أن استقر الوضع عاود الإبحار مرة أخرى، إلا أنه لم يتمكن من مواصلة رحلته بسبب ارتفاع الأمواج وسرعة الرياح ففضل البقاء في موقعه بالقرب من جزيرة أحبار. وروى ل «عكاظ» أبكر شريف صاحب دينا محملة على متن العبارة أن سيارتين من نوع دينا على متن العبارة ارتطمتا ببعضها من شدة الرياح والأمواج، فسقطت حمولتهما من البلك الخرساني وتكسرت بالكامل. وعن الظروف العصيبة التي عاشها خلال يومي الاحتجاز، أفاد شريف «تم إبلاغ حرس الحدود في حينه، ولكن لم يصلنا أحد حتى نفذ الأكل فأصبحت وجميع أفراد أسرتي في قلق دائم منذ يوم الأربعاء، وحتى وصول زورق حرس الحدود لإنقاذنا». بدوره قال كابتن العبارة ل «عكاظ»: «لا يمكن الإبحار في مثل هذه الظروف المناخية (سرعة الرياح وارتفاع الأمواج) حفاظا على سلامة الطاقم والركاب، وكان لابد من الانتظار حتى تستقر الأجواء لمواصلة الرحلة إلى فرسان».