أعاد تحرك عائلات المخطوفين في أعزاز التذكير بقضيتهم التي كاد الحراك والأحداث في سوريا ولبنان أن تتجاوزها لولا الوساطات التي أفلحت في إطلاق سراح اثنين منهم حتى الآن والتي انتكست بسبب الحملة المتمادية والافتراءات الممنهجة التي أدلت بها بعض قنوات القوى المحسوبة على حلف حزب الله في لبنان. هذا المشهد لم يكن ليثير التعليق لولا ما حدث من خاتمة لأزمة الرهائن الإيرانيين في سوريا والذين تم إطلاقهم في صفقة تبادل نظامية ثورية أدت إلى إطلاق أكثر من 2130 أسيرا من سجون نظام بشار الأسد مقابل إطلاق 48 أسيرا إيرانيا. وطبعا تم كل ذلك دون إحداث أزمة كبيرة لا على المستوى الإعلامي ولا القانوني. هذا المشهد يعيد الصورة إلى اللحظة الأولى لتعامل أمين عام حزب الله حسن نصر الله مع قضية المخطوفين اللبنانيين الذي أكثر حينها من «لاءات» التفاوض والتفاعل والتعامل مع قضيتهم معتبرا أنه غير مستعد للتجاوب مع طروحات الخاطفين مهما كانت التضحيات والأكلاف، فزايد بذلك على نهج إيراني براغماتي تعامل مع «الإيراني» باعتباره مواطنا من الدرجة الأولى ومع «اللبناني» حليفه باعتباره ضحية مناسبة على مذبح تأزم العلاقة اللبنانية السورية. فبدا نصر الله كالتابع الهزيل غير القادر على حماية حتى أتباعه المضحى بهم بفعل أتباعه في طهران الذين لا يكترثون للدماء السورية وحتى اللبنانية، وإلا فلماذا لم تشمل الصفقة الأسرى اللبنانيين؟ ولماذا لم تقم الدولة اللبنانية حتى الآن بواجباتها في التعامل مع هذه القضية الإنسانية والوطنية بامتياز؟. فعلى حزب الله التفكير جيدا في مشهد إطلاق الأسرى الإيرانيين وعودتهم إلى بلادهم سالمين وآلام اللبنانيين الأسرى التي تراوح قضيتهم مكانها، فهل إيران ستفعل مثل ذلك في سلاحه؟؟ فتكشفه وتتركه لمصيره في حال نضجت التسويات وتحققت مصالحها؟؟.