أثار سقوط معدة ثقيلة من رافعة لإحدى البنايات تحت الإنشاء ووفاة أحد الأشخاص في شارع العزيزية في العاصمة المقدسة، مخاوف الأهالي من تكرار الحادثة، خصوصا أن مكةالمكرمة تشهد حاليا نهضة عمرانية غير مسبوقة وتنتشر الرافعات في مناطق كثيرة فيها، حاملة مواد ومعدات البناء إلى أعلى الأبراج، دون حرص غالبية المقاولين على التقيد بوسائل السلامة. وأوضح أحمد محمد الأحمدي أنه بات يخشى من هذه الرافعات، بعد تكرار حوادث سقوط معدات ثقيلة منها على الممتلكات، مؤكدا أنه سقط على سيارته (حديد مسلح) قبل نحو ثمانية أشهر وأحدثت بها تلفيات بالغة. وقال: «الحمد لله أن السيارة كانت خالية من الركاب وإلا لحدث ما لا يحمد عقباه»، مؤكدا أنه لم يحصل حتى الآن على تعويض لقاء التلفيات التي أصابت مركبته. إلى ذلك، بين خالد العتيبي أن حوادث سقوط المعدات من الرافعات أدخل الأهالي حالا من الوسوسة والرعب، أجبرتهم على الابتعاد عن المواقع التي توجد فيها الرافعات، مطالبا من الجهات الإشرافية مراقبة هذه الرافعات وإلزامها بالتقيد بوسائل السلامة، للحد من حوادثها، مقترحا أن تنفذ هذه الرافعات أعمالها في أوقات غير الذروة مع عمل حواجز بالشارع في منطقة وجودها. بدوره، أفاد رئيس قسم علم النفس في جامعة أم القرى الدكتور سالم المفرجي أن ما تشهده المملكة من نهضة اقتصادية وعمرانية وبناء الأبراج التي تزيد على 20 طابقا، صاحبه استخدام أدوات حديثة منها الرافعات التي تدار إلكترونيا لحمل ونقل مواد البناء التي ساهمت في إنجاز هذه المباني في أوقات قياسية قصيرة. واستدرك بالقول: «لكن ما يثير مخاوف الأهالي بمختلف أعمارهم وجود هذه الرافعات بكثرة في المناطق الحيوية، خصوصا أن غالبيتها تبقي المواد بداخلها لمدة تصل إلى يومين، وعند مشاهدة هذه الرافعة بهذا الارتفاع المخيف بتلك الحمولة تعمل رد فعل عنيف وقوي ويتوقعون سقوطها في أية لحظة مثلما حدث خلال الأيام الماضية عند سقوط المعدة من إحدى الرافعات على سيارة كانت تسير بجوار البرج ووفاة قائدها وطالب، لافتا إلى أن خوف الأهالي باقٍ طالما بقيت هذه الرافعات، مشددا على أهمية أن تستخدم شركات المقاولات أدوات حديثة لرفع أدوات البناء كاستخدام المصاعد الكهربائية فهي أكثر أمانا. في حين، أكد مدير مرور العاصمة المقدسة العميد مشعل المغربي أن المرور يمنع مرور الرافعات والشاحنات والمعدات الثقيلة داخل مكة خلال أوقات الذروة، مؤكدا أن الرافعات المشاركة في المشاريع الإنشائية تخضع لتحقيق ضابط السلامة من حيث الموقع والقدرة على رفع أحمال ثقيلة وفق تقارير تؤكد سلامتها من قبل الشركة المختصة، موضحا أن إدارته على استعداد بالتجاوب مع شكاوى المواطنين حيال وجود أي خطر من أية رافعة. بينما، نفى مدير التحقيقات والمتحدث الرسمي للدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العقيد علي المنتشري، الإشراف على عمل الرافعات لأن عملها إنشائي وسلامتها تشرف عليها أمانة العاصمة المقدسة ويقتصر دور الدفاع المدني على حماية وسلامة المستخدم والسائق فقط.