تنطلق في الرابع عشر من يناير الحالي أولى بطولات الجراند سلام الكبرى للتنس، بمنافسات بطولة أستراليا المفتوحة للتنس وهي واحدة من أعرق المنافسات في العالم وتقام سنويا في ملعب ملبورن، بعد أن انطلقت لأول مرة قبل أكثر من مئة عام وتحديدا في سنة 1905م وتناوبت ست مدن مختلفة على استضافتها حتى استقرت في ملبورن عام 1972. ويبدو الصراع على أشده هذا العام بين المصنفين في مختلف الفئات حيث تشهد كثيرا من المتغيرات بغياب عدة نجوم وترشح آخرين للمنافسة على اللقب، ويحتفظ المصنفون الأوائل بالفرصة الأكبر. ورفع القائمون على تنظيم البطولة جوائزها إلى مستويات قياسية بهدف إيقاف الانسحابات المتكررة من بعض اللاعبين البارزين وإنهاء الحديث عن المقاطعة رغم أن الزيادة تركزت بشكل كبير على من يخرجون مبكرا من البطولة. وكانت الزيادة الأكبر من نصيب الخاسرين في الدورين الأول والثاني في فردي الرجال والسيدات، إذ سيحصل الخاسرون في الدور الأول على 27600 دولار أسترالي (29 ألف دولار أمريكي) بزيادة قدرها 32.7 في المئة عن عام 2012 كما سيحصل الخاسر في الدور الثاني على 45500 دولار أمريكي بزيادة قدرها 36.6 في المئة عن العام الحالي. وسترتفع جائزة المركز الأول في فردي الرجال والسيدات إلى 2.43 مليون دولار أسترالي بعد أن كانت 2.3 مليون دولار أسترالي في العام الحالي، وكان كريج تيلي مدير البطولة قال في أكتوبر الماضي إن إجمالي جوائز البطولة سيرتفع إلى مبلغ قياسي هو 30 مليون دولار أسترالي. غير أن الغيابات الكبرى ستكون حاضرة بقوة في البطولة المقبلة بعد تأكد انسحاب الإسباني رفائيل نادال المصنف الرابع عالميا وأحد طرفي نهائي النسخة الماضية، بعد أن اضطر لذلك بسبب إصابته بفيروس في المعدة وبالتالي توقفت عملية التعافي من إصابة في الركبة. بحسب بيانه الذي قال فيه «ركبتي في حالة أفضل بكثير وتسير عملية التعافي بشكل جيد مثلما يتكهن الأطباء لكن الفيروس لم يسمح لي بالتدريب طوال الأسبوع الماضي»، وقال نادال: إن الأطباء نصحوه أن يحصل على راحة بعيدا عن الرياضة وسوف يتعين عليه الانتظار حتى نهاية شهر فبراير. ثلاثي القمة تبدو المنافسة على أشدها في فئة الرجال، بين حامل اللقب والمصنف الأول على العالم في التنس الصربي نوفاك دجوكوفيتش بصفته المرشح الأقوى للفوز باللقب عطفا على الأداء المميز الذي حققه في الفترة الأخيرة فضلا عن تمرسه على الأرضية الصلبة التي قد تضعه في القمة، وثاني المرشحين الأسطورة الأعظم في تاريخ اللعبة والمصنف الثاني عالميا السويسري روجر فيدرر . وقال صاحب ال17 لقبا في الغراند سلام أن دجوكوفيتش مرشح قوي جدا في هذه البطولة وأنه يعتبره هو اللاعب الأفضل على الأراضي الصلبة في الوقت الحالي، وأكد المايسترو على أنه قدم مستوى رائعا جدا على الأراضي الصلبة في العامين الماضيين، ومن الصعب جدا إقافه في هذا الشهر. ويدخل البريطاني أندي موراي المصنف الثالث على العالم كمرشح ثالث سيما بعد ذهبية الأولمبياد حيث يلعب بمستوى عال ومميز وقد يكون من ضمن أقوى اللاعبين في عالم التنس، وتبدو الفرصة سانحة له في غياب نادال الذي واصلت الإصابة إبعاده عن البطولة. صراع الجميلات في فئة السيدات تأمل الأمريكية سيرينا ويليامز المصنفة الثالثة علي العالم في خوض البطولة وتحقيق لقب سادس لها منذ العودة للمنافسات الموسم الماضي، وتبدو الأقوى في هذا الموسم فرغم بلوغها سن 31 عاما إلا أن النجمة اللامعة التي بدأت احتراف التنس خلال موسم 2002-2003 تأمل في إحراز اللقب لتكمل به بطولاتها الست خلال عام بعد فوزها في ويمبلدون وأمريكا المفتوحة الفردي والزوجي وذهبية أولمبياد لندن، وهي مرشحة بقوة لخطف اللقب بعد أن هزمت جميع المصنفات اللاتي سبقنها في الترتيب. وسط منافسة من المرشحة بقوة فيكتوريا أزارينكا المصنفة الأولى التي تخوض البطولة بهدف الدفاع عن لقبها، بينما تشارك الروسية ماريا شاربوفا وسط ظروف صعبة حيث تدخل البطولة مباشرة بعد اعتذارها عن بطولة برزبين الاستعدادية، فبعد 12 شهرا تدخل الفائزة بأربعة ألقاب على صعيد البطولات الأربع الكبرى إلى ملاعب ملبورن وهي تفتقر لخبرة المباريات عقب آلام في الترقوة اضطرتها للغياب عن بطولة برزبين التي فازت بها سيرينا وليامز، وبدا أن شارابوفا ليست مهتمة كثيرا بكل هذا وقالت الأكثر أهمية بالنسبة لي هو أن أكون بصحة جيدة وأن أكون مستعدة بدلا من لعب القليل من المباريات، بنيت مسيرتي دوما على حقيقة مفادها أنه من المهم للغاية بالنسبة لي أن أخوض بطولات مثل أستراليا المفتوحة وأنا أعتقد وأدرك أنني بصحة جيدة وأنني واثقة في نفسي. وتضم البطولة عدة أسماء قوية ولامعة بينها ساريا إيراني وفوزنياكي والصربية انا ايفانوفيتش والسويدية ماتيلد جوهانسون والأمريكية آشلي هاركلرود.