اقتربت نهاية العام الذي بدأ بشكوك حول الصحية البدنية للاسباني رفائيل نادال وتواصل ليشهد مخاوف تتعلق بالحالة النفسية للسويسري روجيه فيدرر بوصول كلا اللاعبين الى قمة مستواهما ليعدا بكتابة بعض الفصول الجديدة الممتعة في صراعهما على صعيد رياضة التنس خلال عام 2011.وكان مشهد اعظم لاعبين في جيلهما وهما يتنافسان وجها لوجه في نهائي رائع للبطولة الختامية لموسم الرجال في ملعب او2 بلندن ممتعا للغاية بالنسبة للجماهير في كافة انحاء العالم.وتركت اربعة لقاءات فقط جمعت بين اللاعب الاسباني ونظيره السويسري في اخر عامين مشجعي التنس وهم يرغبون في المزيد لكن ومع قرب انطلاق منافسات بطولة استراليا المفتوحة فان كل لاعب منهما يتطلع لمنافسة الاخر على الجوائز الكبرى. ومع وجود الصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي قاد منتخب بلاده للفوز بكأس ديفيز لاول مرة وذلك على حساب فرنسا والبريطاني اندي موراي صاحب الضربات القوية والسويدي روبن سودرلينج باعتبارهم يمثلون تهديدا حقيقيا تتجه منافسات تنس الرجال نحو عام جديد حافل بالمنافسات القوية. ومن جهة اخرى لا تبدو المنافسة على صعيد السيدات على نفس القدر من السخونة والندية. فقد فازت سيرينا وليامز بلقب بطولة استراليا المفتوحة عام 2010 ثم انتزعت اللقب الثالث عشر لها على صعيد البطولات الاربع الكبرى في ويمبلدون قبل ان تدوس على زجاج مكسور في مطعم بميونيخ في يوليو تموز الماضي. ولم تشارك اللاعبة الامريكية منذ ذلك الوقت وتحتاج منافسات السيدات لعودتها بشدة. وكانت وليامز الشخصية المهيمنة على بطولات اتحاد لاعبات التنس المحترفات وترك غيابها فراغا وليس بوسع لاعبات الجيل الجديد اللاتي يتميزن باللعب من الخط الخلفي شغل هذا الفراغ الى الان. وانهت الدنمركية كارولين وزنياكي (20 عاما) العام في صدارة التصنيف العالمي بسبب غياب سيرينا تقريبا. وستنصب كافة الانظار على وزنياكي من اجل متابعة امكانية فوزها بأول القابها على صعيد البطولات الاربع الكبرى في استراليا حيث لن تكون وليامز التي لا تزال تصارع من اجل التغلب على اصابتها حاضرة للدفاع عن لقبها. وبلغت فيرا زفوناريفا نهائي بطولتي ويمبلدون وامريكا المفتوحة الا ان اللاعبة الروسية المصنفة الثانية على العالم يمكن ان تسير عبر اغلب المدن بدون ان تجذب الانظار.ومع اصابة سيرينا وتجاوز شقيقتها فينوس لعامها الثلاثين فان عام 2011 يمكن ان يصبح الوقت المناسب بالنسبة للبلجيكيتين كيم كليسترز وجوستين هينان لاستعادة سيطرتهما على اللعبة. واحتفظت كليسترز بلقب بطولة امريكا المفتوحة الذي فازت بها العام الماضي عقب اشهر من عودتها الى المنافسات بعد ان اصبحت أماً كما بلغت هينان التي عادت من الاعتزال هي الاخرى لتشارك من جديد بمنافسات لاعبات التنس المحترفات في يناير كانون الثاني الماضي نهائي بطولة استراليا المفتوحة الا انها خسرت امام سيرينا.وكانت هينان مرشحة لنيل لقب بطولة فرنسا المفتوحة باكتساح لتحرز اللقب الخامس لها على صعيد بطولة رولان جاروس الا انها اصطدمت بالاسترالية سمانثا ستوسور لتلقى اول هزيمة لها في بطولة فرنسا منذ عام 2004.وفازت المخضرمة فرانشيسكا سكيافوني على ستوسور في نهائي رائع لتصبح وهي في سن الثلاثين تقريبا اول لاعبة ايطالية تفوز باحدى البطولات الاربع الكبرى على صعيد الفردي وهو ما يمثل تأكيدا مدهشا بان المنافسة داخل رياضة تنس السيدات لم تعد حكرا على المراهقات الشابات فقط.واكملت سكيافوني عاما لا ينسى بمساعدتها ايطاليا على الفوز بكأس الاتحاد لفرق السيدات للمرة الثالثة في خمس سنوات.وعلى العكس فان منافسات الرجال لم تشهد ظهور اي وجوه جديدة.فلم يكن هناك اي لاعب شاب في العقد الثاني بين اول 100 لاعب على مستوى العالم الا انه مما يدعو للسعادة هو استمرار جودة الاداء الذي يقدمه لاعبو الصفوة.وكان هذا العام استثنائيا بكل بساطة بالنسبة لنادال.فبعد ان انهى عام 2009 وهو يفتقد للثقة ومبتعدا عن مستواه خاصة في ظل المخاوف بشأن ركبتيه انتفض اللاعب القادم من مايوركا والبالغ من العمر 24 عاما خلال موسم الملاعب الرملية وشق طريقه عائدا الى قمة التصنيف العالمي بشكل قوي للغاية.وفي مارس اذار الماضي تراجع نادال الى المركز الرابع في التصنيف العالمي ثم انهى في مايو ايار 11 شهرا عجافا على صعيد الفوز البطولات باحراز لقب بطولة مونت كارلو للاساتذة للمرة السادسة على التوالي بعد ان سحق فرناندو فرداسكو 6-صفر و6-1 في النهائي.وتلاشت بشكل مفاجيء كافة التأثيرات السيئة على نادال واستطاع اللاعب الاسباني اكتساح منافسيه ليفوز بلقبي روما ومدريد قبل ان يستعيد لقب بطولة فرنسا المفتوحة بفوز مثير على سودرلينج في النهائي. وشق نادال طريقه بدون توقف ليحصد لقب بطولة ويمبلدون للمرة الثانية كما فاز بلقب بطولة امريكا المفتوحة للمرة الاولى في تاريخه بتغلبه على ديوكوفيتش في النهائي.واستطاع نادال في خضم كل هذا ان يصبح اصغر لاعب يفوز بكافة البطولات الاربع الكبرى. وتزامنت عودة نادال الى المركز الاول في التصنيف العالمي مع ازمة ثقة انتابت فيدرر. وتفوق سودرلينج على اللاعب السويسري في دور الثمانية لبطولة فرنسا المفتوحة التي تقام على الاراضي الرملية لينهي مسيرة فيدرر التي دفعته للظهور 23 مرة متتالية في الدور قبل النهائي للبطولات الاربع الكبرى. الا ان الاسوأ حملته الايام فيما بعد. ففي بطولة ويمبلدون والتي شهدت فوزه بستة من اصل 16 لقبا احرزها على صعيد البطولات الاربع الكبرى كاد فيدرر ان يخسر امام الكولومبي اليخاندرو فالا في الدور الاول.وبعد ان تأخر بمجموعتين امام الجمهور المذهول في الملعب الرئيسي تعادل اللاعب السويسري 4-4 في الاشواط وتأخر صفر-40 في الشوط التاسع من المجموعة الثالثة قبل ان يستطيع بشكل ما ان ينتشل نفسه من هذا المأزق. واقر فيدرر ان خروجه من هذا المأزق يرجع للحظ اكثر من جودة الاداء الا انه لم يكن هناك مجال لتكرار ذلك في دور الثمانية حيث اطاح به التشيكي توماس برديتش صاحب الضربات القوية.وقال فيدرر "الامر استغرق بعض الوقت لتجاوز مسألة عدم استعادة لقب بطولة ويمبلدون الى جانب عدم المشاركة في نهائي بطولة ويمبلدون منذ سنوات لا استطيع ان احصيها."واضاف "انه احساس مختلف بعض الشيء. الا ان شعوري كان دوما انني سأعود اكثر قوة عقب ويمبلدون."وارتبط اسم فيدرر ببول اناكوني المدرب السابق للامريكي بيت سامبراس وعلى الرغم من خسارة اللاعب امام ديوكوفيتش في الدور قبل النهائي لبطولة امريكا المفتوحة بعد اضاعته لنقطتين لحسم المباراة الا انه استطاع استعادة مستواه سريعا ليحقق 23 انتصارا مقابل ثلاث هزائم في الاشهر الاخيرة من الموسم. وقال فيدرر وهو يتطلع لعام 2011 "اعتقد ان رياضة تنس الرجال قد بلغت مستوى مرتفعا حقا الان حيث تقام العديد من المباريات المثيرة والتي تبعث على الكثير من الاحترام."واضاف "اعتقد ان قدرتي انا ورفائيل على الفوز بكافة البطولات الاربع الكبرى ونحن في سن صغيرة يمثل امرا عظيما للرياضة. نحن لا نلعب بكل وضوح من اجل انفسنا وللفوز على اللاعبين الاخرين ولكننا نلعب للتاريخ ايضا."