سيكون الهولندي فرانك ريكارد المدير الفني للمنتخب السعودي أمام مهمة شاقة حينما يخوض غمار منافسات الجولة الثانية لبطولة كأس الخليج اليوم الاربعاء امام اليمن ، تعويض اخفاقه امام العراق في الجولة الاولى و،اذا اراد ريكارد البقاء على رأس القيادة الفنية للمنتخب السعودي ، فانه يتحتم عليه تحقيق الفوز . و ستحدد كأس الخليج شكل العلاقة بين ريكارد والجماهير السعودية في المستقبل ، حيث يسعى المدرب الهولندي الشهير لاذابة الجليد وانهاء حالة القطيعة بينه وبين النقاد والرياضيين من جهة ، و الجمهور السعودي من جهة ثانية . ولا يزال الشارع الرياضي السعودي منقسما بين متفائل ومتشائم حول ما قد يقدمه منتخب بلادهم ، وانقسمت الجماهير إلى فريقين أحدهما راض عن ريكارد خصوصا عقب التعادل السلبي امام الارجنتين بكامل نجومه ، لاسيما وان المنتخب السعودي استطاع مجاراة راقصي التانجو في المباراة التي اقيمت نوفمبر الماضي بالعاصمة السعودية بالرياض بينما اتهمت آراء أخرى رايكارد بعدم الثبات على تشكيلة واحدة لمباراتين منذ توليه مهمة القيادة الفنية منذ ما يقارب العام ونصف ، كما اتهمته بعجزه عن ايجاد حل للعقم الهجومي والضعف الدفاعي الذي يعاني منه الفريق. وكان الانقسام واضحا أيضاً على دعوة رايكارد للمهاجم ياسر القحطاني الذي اعلن اعتزاله اللعب الدولي منذ ما يقارب سبعة اشهر ، لتشكيلة المنتخب السعودي ، إلا أن البعض الاخر قال ان الحماس عاد إليه ، وأن محاولاته الهجومية على مرمى الخصوم كانت جيدة ونجح في تسجيل 9 اهداف في 16 جولة من عمر دوري المحترفين السعودي ، فيما كانت وجهة النظر الأخرى المعارضة ترى أنه لم يكن بالمستوى المطلوب. في حين التمست بعض الجماهير العذر لريكارد ، خصوصا أن الخروج من التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل2014 ، لم يكن وحده هو المتسبب فيه ، ولم يكن هناك وقت كاف لتطبيق فكره حيث تعاقد معه مسئولو الاتحاد السعودي قبل بدء التصفيات بفترة وجيزة . عميد المدربين السعوديين خليل الزياني طالب فرانك رايكارد اللعب بأداء هجومي أقوى في البطولة الخليجية خصوصا في مباراتي العراق واليمن ، لأنهما - على حد قوله – مفترق طرق في مشوار المنتخب السعودي في البطولة ، محذرا في الوقت ذاته من خسارة أية نقطة في هاتين المباراتين . ووصف الزياني أداء المهاجمين السعوديين بالضعيف ، إذ أنه خلال 10 لقاءات خاضها المنتخب السعودي في العام المنصرم 2012 لم يسجل مهاجموه سوى 10 أهداف فقط وهو معدل ضئيل بالنسبة لفريق يسعى للفوز باللقب ، في المقابل ولج شباكه عشرون هدفاً ، ما يعني أن ثمة خللا لدى رايكارد في الخطين الدفاعي والهجومي ، على رغم أنه اشرك جميع المهاجمين المميزين في الدوري السعودي على مدار العام بما فيهم ياسر القحطاني وناصر الشمراني ونايف هزازي الغائب عن التشكيلة السعودية . بدوره أبدى احمد عيد رئيس الاتحاد السعودي سعادته بوجود مدرب كالهولندي فرانك رايكارد ، وقال " سعيد أيضا بوجود كوكبة من لاعبي الخبرة النجوم إلى جانب اللاعبين الشبان، وستكتمل سعادتنا بتحقيق كأس الخليج ومن ثم بالتأهل لنهائيات كأس آسيا 2015". وشدد رايكارد، على عدم وجود اي خطورة بعد الخسارة امام المنتخب العراقي بهدفين مقابل لاشىء في "خليجي 21".واعتبر ان "الفرصة ما زالت متاحة وبشكل كبير للتأهل للدور التالي وان البطولة ما تزال في بدايتها وان المنتخب السعودي قادر على العودة الى دائرة المنافسة".وتلتقي السعودية مع اليمن في الجولة الثانية، ثم مع الكويت في الثالثة.واضاف ريكارد "قدم لاعبو المنتخب السعودي مستوى جيدا خلال الشوط الاول وكانت السيطرة كاملة له في الشوط الثاني"، واكد على ان فريقه "لا يستحق الخسارة وكان لا بد على اقل تقدير من الحصول على نقطة في هذه المباراة".واشار الى ان "كل مدرب كان يعرف نقاط القوة والضعف في المنتخب الاخر وقد استغل المنتخب العراقي كرتين ثابتتين وحسم بهما المباراة لصالحه".وختم بالقول "في المواجهتين المقبلتين لا بد من زيادة التركيز وبذل مجهود مضاعف لتعويض خسارة اليوم". ويعول المدير الفني للاخضر السعودي على حماس اللاعبين الشبان وتطلعاتهم لاثبات جدارتهم بارتداء شعار المنتخب، ما وضح جليا على اختياراته التي طغى عليها اللاعبون صغار السن كيحيى الشهري ومصطفى بصاص وسلطان البيشي وسلمان الفرج وابراهيم غالب ومنصور الحربي ومعتز الموسى الذي لم تتجاوز اعمارهم ال24 عاما.