أكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن خطاب بشار الأسد ما هو إلا مسرحية سخيفة وفاشلة لنظام متهالك لا يملك سوى القتل لشعبه. وأفاد في حوار أجرته معه «عكاظ» أن الوضع في سوريا يتجه الى مرحلة إنسانية مخيفة محملا الأممالمتحدة مسؤولية صوملة سوريا، لأنها لم تقم بأي شيء من أجل الحفاظ على سلامة الشعب الذي يعاني المجازر والقتل فيما المجتمع الدولي يتاجر فيه إعلاميا. وأكد أن كل التقارير الصادرة عن الأممالمتحدة فيما يتعلق بسوريا هي تقارير غير مهنية ولا يمكن الاستناد على أرقامها وتحليلاتها. وفي ما يلي نص الحوار: ما هي قراءتكم لخطاب بشار الأخير؟ الخطاب الأسدي يعتبر بمثابة مسرحية سخيفة ومتهالكة لنظام قمعي لا يملك سوى القتل في محاولة منه للحفاظ على موقعه، كما أنه مؤشر أيضا على أن هذا النظام مدرك للعجز والتواطؤ الدولي وبالتالي هو يتنكر لكل الوقائع. والخطاب يؤكد أن الشعب السوري محق عندما قال نحن لا نثق بهذا الرجل وعندما طالب بتغيير شامل ونحن نضع هذا الخطاب برسم المجتمع الدولي خاصة أنني أتوقع تصاعد العنف بعد هذا الخطاب. الأممالمتحدة تحدثت عن 60 ألف قتيل في سوريا، ما هي قراءتكم لهذا الرقم؟ على الأممالمتحدة ولجان حقوق الإنسان الدولية عدم الاعتماد فقط على ما تقوله الحكومة السورية، فلو كانت الأممالمتحدة جادة للتحقيق بشكل جدي بهذا الرقم وإحصاء عدد القتلى الحقيقيين في سوريا، وعليهم طرح السؤال هل هذا العدد هو عدد الشهداء في سوريا؟ هل هذا الرقم يشمل عدد الشبيحة أيضاً؟ هل يشمل الرقم من قتل في القوات النظامية؟ إن التقرير الصادر عن الأممالمتحدة تشوبه علامات الاستفهام حول هوية هذا العدد وكيف تم إحصاؤه، ونحن كمرصد سوري لحقوق الإنسان نطالب بتحقيق جدي بتقرير الأممالمتحدة، ولكن كرئيس مرصد سوري أقدر أن عدد الشهداء الذين سقطوا في سوريا هم أكثر من (100) ألف، والعدد الموثق هو (46) ألفاً، ونقدر عدد الشبيحة بأكثر من (10) آلاف، وعدد المخبرين بالمئات، ونسأل هل ما أوردناه كمرصد سوري هو مدرج في تقرير الأممالمتحدة. ونسأل أيضا: لماذا صدر التقرير في هذا الوقت بالذات؟ يقولون إنهم أجروا تحقيقا منذ خمسة أشهر. هل تعتبر أن التقرير يلمح إلى مشروع تسوية تروجه روسيا وأمريكا؟ لقد قدمت الأممالمتحدة تقريرها نقلا عن منظمات أخرى وعن الحكومة السورية ولم تكن مهنية. يجب أن يثبت مقتل هؤلاء وأحمل الأممالمتحدة مسؤولية حقيقة الأرقام التي نشرتها. وهي تريد استمرار القتل في سوريا لأنه منذ بدء الثورة لم تعمل على حل جدي من أجل إزاحة بشار الأسد منذ الأشهر الأولى للثورة. هذه أعمال لا شأن لها بالإنسانية وحقوق الإنسان هذه أعمال سياسية ونخشى ما نخشاه أن تكون هناك تجارة بالشعب السوري عبر ما يقال عن صفقة تسوية أمريكية روسية. هل أنتم متخوفون من مؤامرة أممية ضد الثورة السورية؟ لا يمكن أن أقول ذلك، ولكن أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون كان يتحدث باستمرار عن الطائفية والحرب الطائفية وما يجري من حرب أهلية في سوريا منذ أشهر طويلة، وكأن الهدف هو أن نصل لمرحلة نقول إن في سوريا حرب أهلية ويجب على الأممالمتحدة أن تتدخل لتقسيم سوريا أو لفرض فيدراليات من أجل حقن الدماء وأن يتدخلوا من أجل عدم استعار الحرب الأهلية. إن عدم تدخل الأممالمتحدة هو من سيصل بسوريا الى حرب أهلية.. يتحدثون عن صوملة وأنا تحدثت عنها منذ الأشهر الأولى للثورة السورية، إن لم يكن هناك تدخل حقيقي لإزاحة بشار الأسد سنتحول الى صومال آخر. الكلام الذي حمله المبعوث العربي والدولي الإبراهيمي بعد لقائه الأسد حول مخاطر نزوح مليون سوري إلى لبنان فهل هذا رقم منطقي؟ الإبراهيمي لا يعلم أو أنه لا يريد أن يقول إنه يعلم بحقيقة الأمر، اننا إذا استمررنا على ما هو عليه الآن في سوريا أقول ان ملايين سوف ينزحون وليس مليون سوري فقط. نحن نشعر بالخوف الشديد والأمور لا تسير في إطار دعم الشعب السوري، لأن من يعمل على القتل في سوريا لا يستطيع العمل على دعم الشعب السوري من أجل الانتقال إلى دولة ديمقراطية. وقول الإبراهيمي عن تحول سوريا إلى صومال تخوفنا منه منذ الأشهر الثلاثة الأولى للثورة السورية وإن لم يوجد حل فسوريا حتما ستتحول إلى صومال آخر، وهم يعملون على تحويل سوريا إلى صومال آخر. وأريد أن أكشف بأن مسؤولا أوروبيا رفيع المستوى في شهر أبريل الماضي دعا إلى إجراء طائف لبناني أو فيدراليات سورية أو دويلات سورية، ونحن نقول لهم هذه أحلامكم وسنعمل من أجل سوريا حرة موحدة ولن نقسم البلاد على أساس طائفي أو على أساس آخر. تصاعدت في الفترة الأخيرة وتيرة المجازر كيف تقرأونها كمرصد سوري؟ ما زال النظام السوري يعتمد خيار القتل ونحن هنا نحمل المسؤولية للمجتمع الدولي الصامت، المسؤولية والتحقيقات في أوروبا تتم إن قتل شخص واحد، فيما يقتل الملايين في سوريا ولا يتحرك المجتمع الدولي ولا يهتم ولا يأبه لذلك، نقول إن المجازر في سوريا هي شيء مخيف وسنعمل على محاولة وقف الصوملة، نحن نريد إسقاط بشار الأسد فقط والحفاظ على سوريا، بينما البعض في المجتمع الدولي يريد العكس، يريد إسقاط سوريا ومن ثم إسقاط بشار. تركيا والأردن أقفلتا حدودهما أمام نزوح السوريين، فيما لبنان بدأ يواجه أزمة داخلية بسبب حجم النازحين، برأيك إلى أين نتجه في هذا الملف؟ نتجه إلى حالات إنسانية مخيفة، ونحن الآن في فصل الشتاء ونخشى أن يصبح الشعب السوري شعبا مشرداً نازحاً ولاجئا بعد أن كان مضطهدا سياسيا وننتظر أن يعطف علينا الآخرون برغيف خبز. وما زلنا مصرين على أن الأممالمتحدة لم تقم بأي شيء من أجل مصلحة الشعب السوري لا بل تاجرت إعلاميا باسم الشعب السوري. ملف المعتقلين مغيب كليا.. هل لديكم أرقام كمرصد سوري؟ ليس لدينا أرقام دقيقة ولكن يمكننا أن نقدر عدد المعتقلين من مدنيين وعسكريين بعشرات الآلاف. والمفقودون عددهم نحو ال(20) ألفاً، ولا أحد يتحدث عنهم، ربما قتلوا وألقيت جثامينهم في الشوارع ويقولون عثر على مواطن مجهول الهوية. وكان على الأممالمتحدة أن تتحدث عن هذا الملف، إلا أن التجاهل أصابه، ويشكل ذلك مأساة كبرى وإنسانية. هناك ضابط اعتقل سابقا تحدث عن 2500 ضابط معتقل لدى النظام.. ما حقيقة ذلك؟ الرقم دقيق وقريب من الواقع، هناك أكثر من (12) ألف معتقل، وأكثر من 1500 هم من المخابرات الجوية، هذا رقم حقيقي وواقعي.