نشرت في الآونة الأخيرة بإحدى الصحف المحلية دراسة نقدية اجتماعية فكرية صادرة عن جامعة نايف تسلط الضوء على ظاهرة تنامي القبلية وتغذية مشاعرها العنصرية. وألمحت الدراسة إلى أن مسابقات الشعر الشعبي التي تتبناها بعض القنوات الفضائية وترصد لها جوائز بملايين الريالات تقدم للفائزين الأوائل، قد ساهمت في تنامي تلك المشاعر، محذرة من خطرها البالغ على وحدة الأوطان الخليجية المكونة من قبائل وعوائل، وأن الحكومات عملت جهدها لصهر مواطنيها في بوتقة الوطن الواحد وجعل انتمائهم مرتبطا به فكيف يأتي من يغذي مشاعر الانتماء لغير الوطن، بطريقة تستفز غيره للمفاخرة والمزايدة بالأسلوب نفسه فينتقل الانتماء من الوطن إلى القبيلة أو المنطقة! وما جاء في الدراسة صحيح وملاحظ وملموس، وليس العيب في مسابقات الشعر الشعبي أو التنافس الشريف من أجل الفوز بلقب من الألقاب ولكن العيب والخطر في بعض المضامين التي تحملها القصائد المشاركة في المسابقات حتى ليظن السامع للشاعر أنه بلا وطن وأنه لم يزل في عصر شاعر القبيلة يبارز ملاعب الأسنة ودريد بن الصمة وعنترة العبسي وبني فزارة الطائفة الغدارة!؟ إن المطلوب ليس إلغاء وشطب تلك المسابقات الشعرية ما دام أن لها جمهورها الذي يتابعها ويتحمس لها وإنما توجيه الشعراء إلى نظم قصائدهم في فضائهم الأرحب، وهو فضاء الأوطان والقيم الإنسانية النبيلة والدعوة إلى الخير والعمل والتعاون على البر والتقوى والنهضة بالأمة والتلاحم بين الأرض والدولة والشعب، وشحذ الهمم من أجل بلوغ المجد والسؤدد وأن يكونوا مثالا لشاعر الفصحى الذي مدح ذات يوم أمة في شخص واحد حيث قال: إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين كما أن المطلوب من وسائل الإعلام عموما عدم تشجيع الشعر الشعبي على حساب الشعر الفصيح المليح، ففي بعض المجلات والصحف صفحات للشعر الشعبي ونصف صفحة لجميع أنواع الأدب الفصيح وفي ذلك تكريس بغيض للهجات الدارجة على حساب اللغة العربية الفصحى، أما في الفضائيات فهناك قنوات خاصة للشعر الشعبي، تكرس صباح مساء المشاعر الضيقة على حساب الوطن، وفي المقابل فإن هناك من يغذي المشاعر الشعوبية، وكلا السلوكين منافٍ لأخلاق الإسلام! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة