قدم من الجزء الجنوبي الغربي من المملكة، وعلى بعد 1400 كلم وصل عيسى جرابا إلى الدمام قادما من جازان، حمل قصائده بملفه الأنيق، ليلتقي بأدباء وشعراء وأساتذة الجامعات في الشرقية والشعراء الواعدين في ملتقى ذوق الأدبي بالدمام، مساء أول من أمس. يقول عيسى جرابا ل"الوطن" حول الاهتمام بالشعر الشعبي: إن الاهتمام بالعامية على حساب الفصحى أمر شائك، فهناك حملة ضد الفصحى داعمة للعامية، وتعتبر حرباً عليها, وأن هناك من يسعى جاهداً لتكريس هذا النوع من الشعر غير مبال بنتائجه، أو أنه قاصد أن تكون العامية في المقدمة، مضيفاً أن الشعر الفصيح من خلاله ترقى ذوائقنا. وعن المسابقات الشعرية المنقولة على الهواء مباشرة فيرى أنها معدة مسبقاً والسيناريو يدار خلف الكواليس، مؤكدا وقوفه على أجزاء من هذه المسابقات، مدركاً أن العملية ليست لخدمة الشعر الفصيح، بالإضافة إلى أن الشعر العامي ظهرت به القبلية من جديد، وأن الاهتمام المبالغ والمسابقات هي "خروقات" وضررها أكثر من نفعها. وخلال الملتقى قرأ جرابا قصيدتي أنتم، اعتراف، سيد الأوطان، إلا رسول الله، وقالت جنون التي قال فيها: قَالَتْ جُنُوْنٌ أَنْ تُحِبَّ فَقُلْتُ مَا أَحْلَى الجُنُوْنْ! قَالَتْ أَتَحْلُمُ؟ قُلْتُ لَيْسَ لِحَالِمٍ كَافٌ وَنُوْنْ قَالَتْ تَطِيْرُ بِكَ المُنَى عَطْشَى فَقُلْتُ إِلَى المَنُوْنْ قَالَتْ شِعَارُكَ؟ قُلْتُ لا أَخْشَى أَكُوْنُ وَلا أَكُوْنْ قَالَتْ أَرَاكَ كَبُلْبُلٍ غَنَّى فَقُلْتُ بِلا غُصُوْنْ أما بقايا السامري ذات العشر رسائل فمنها: مَا الشِّعْرُ؟ مَقْبَرَةُ المَشَاعِرِ؟ رُبَّمَا إِنْ بَاتَ لُغْزاً خَلْفَ بَابٍ مُوْصَدِ فَإِذَا سَمِعْتَ مُزَمِّراً وَمُطَبِّلاً فَأُعَيْمِشٌ يَبْغِي الهُدَى مِنْ أَرْمَدِ دَعْوَى تُخَاتِلُنَا وَتَسْلُبُ بَاقِياً مِنْ ذَوْقِنَا وَالفَوْزُ لِلمُتَبَلِّدِ وَاسْتَغْلَقَتْ كُلُّ الرُّؤَى وَتَشَابَكَتْ وَالعَقْلُ فِيْهَا كَالضَّرِيْرِ المُجْهَدِ وعن كتابة الغزل لمن هم أعضاء رابطة الأدب الإسلامي، يؤكد جرابا أن الأدب الإسلامي هو أدب الفطرة الإسلامية، والكتابة تخضع إلى منهجية الشاعر، والجميع يحب الغزل، ولديهم مشاعر وقلوب، وذلك حتى لا يتهم أحد الإسلام بالجمود.