تعاني المستشفيات في منطقة تبوك من عدم توفر خدمات القسطرة والجراحة القلبية، وكذلك الأدوية لمرضى القلب، الأمر الذي يدفع عددا من المرضى إلى اللجوء إلى الأردن لمراجعة مستشفياتها، والتي تقع على نحو 500 كلم من مدينة تبوك. ويطالب سكان المنطقة بتوفير تلك الخدمات الحيوية والمهمة، لا سيما أن حالات بعض المرضى تتطلب التدخل الطبي والعلاجي على جناح السرعة لإنقاذ حياتهم من النوبات القلبية المفاجئة والتي دائما ما يتطلب علاجها بعمليات قسطرة جراحية عاجلة، «عكاظ» جالت في عدد من المستشفيات والتقت بعدد من المراجعين. يقول حسين العطوي: «للأسف الشديد لا تتوفر في مستشفيات وزارة الصحة بتبوك خدمة القسطرة القلبية، على الرغم من أنها تعد من العناصر المنقذة للحياة بعد رعاية الله سبحانه وتعالى، لذا نجد أن كثيرا من المرضى يضطرون للعلاج في المستشفيات الخاصة». فيما يقول (م.ح) أنه يراجع منذ فترة طويلة في المستشفى العسكري بتبوك، إلا أنه قد تم إغلاق ملفه في المستشفى العسكري، وبعد انتهاء الدواء، وأضاف: «الآن لا أستطيع الحصول عليه، إلا من خلال شرائه من الصيدليات الخاصة، لعدم وجوده بالمستشفيات الحكومية في منطقة تبوك كما أن أسعار الدواء غالية». القلب المفتوح ويؤكد كل من حسين العطوي وأبو محمد، على أهمية توفير خدمات القسطرة الجراحية في مستشفيات تبوك وعلاجات القلب التي يحتاجها المريض، مشرين إلى عدم وجود بعض الأدوية لمريض القلب، حيث يؤكد أبو محمد أنه سبق وأن أجرى عملية قلب مفتوح قبل أكثر من عشر سنوات ما يتطلب ذلك العلاج المتواصل لضمان عدم حدوث مشاكل في القلب، لذلك لجأ إلى إجراء الفحوصات وأخذ العلاج من مستشفيات في الأردن. استشاري التدملات الشريانية الدكتور أيمن حمودة أوضح أن ثلث مرضى القلب يحتاجون إلى القسطرة الطارئة و40 في المائة للقسطرة اللاصقة، مبينا أن نسبتهم قد تصل إلى 50 في المائة بالنسبة لزراعة الدعامة الشبكة المعدنية، وأضاف: «الدراسات تشير إلى أن 75 في المائة من الرجال المصابين بالجلطة الحادة هم من المدخنين وأن 50 المائة لم يبلغوا الخمسين من العمر»، مؤكدا أن القسطرة أثبتت كفاءتها في هذا المجال الحيوي والهام. وبين عبدالعزيز العنزي (مواطن) أن هناك اتفاقية بين وزارة الصحة ومركز القلب في برنامج مستشفيات القوات المسلحة بتبوك، لافتا إلى وجود زيارات ميدانية لتقديم الخدمات العلاجية في مستشفيات المحافظات بمنطقة تبوك، وأضاف: «يتم تحويل الكثيرين لتلقي العلاج في مركز القلب بالمستشفى العسكري في تبوك»، مشيرا إلى أن مريض القلب يتم علاجه خلال سنة وبعدها يتم إقفال ملفه، وقال إن ذلك التعاون خدم شريحة كبيرة من أبناء منطقة تبوك والمحافظات التابعة لها. خدمة نوعية من جهته، أكد مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام والتوعية والمتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمنطقة تبوك عطا الله العمراني أن منطقة تبوك مقبلة على مرحلة نوعية وجديدة في الخدمات الصحية، بعد الانتهاء من إنشاء منظومة المستشفيات سعة 100 سرير في كافة محافظات المنطقة، إلى جانب قرب الانتهاء من إنشاء مستشفى الملك فهد التخصصي سعة 500 سرير، وأضاف: «يجري العمل حاليا في إنشاء مستشفى النساء والتوليد والأطفال سعة 200 سرير وإنشاء مستشفى الصحة النفسية ومعالجة الإدمان سعة 200 سرير». وقال العمراني: «إن صحة تبوك أخذت على عاتقها ومواكبة للتطور الكبير الذي تشهده الخدمات الصحية في المنطقة، بإنشاء مراكز تخصصية تماشيا مع خطة واستراتيجية وزارة الصحية لتحسين نوعية وأسلوب تقديم خدماتها الصحية المقدمة للمواطنين».