الأوضاع تحت جسر كيلو 8 أو ما يعرف ب(كوبري العمال) في جنوبجدة.. أمر محير ومستغرب، تتكثف السلبيات بصورة جلية لدرجة انه يصعب تخيل المشهد في الواقع. تحت سقف الجسر تنتشر أنواع النفايات و الأطعمة المختلطة مع المياه الآسنة وفي ذات المكان بسطات عشوائية تقدم كل أصناف الأطعمة والمشروبات الساخنة والباردة وفي المكان المفضل لسائقي الشاحنات والناقلات العملاقة كل ما تشتهي أنفسهم من وجبات أفريقيا وآسيا، أما المخالفون والمتخلفون والغرباء فإن المكان يمثل لهم ضالة كبرى عثروا فيها على راحتهم دون حسيب أو رقيب، فيهم من ينتظر صاحبا أو صديقا ومنهم من ينتظر عارض مهنة أو عملا طارئا، فكل شيء أسفل جسر الكيلو 8 له ثمنه وقيمته. مقهى في الهواء العابرون في المكان المزدحم يسألون عن سر بقاء هؤلاء دون أن تلفت الظاهرة انتباه أي جهة من الجهات المعنية، ويقول يوسف عبدالله «سائق شاحنة» انه تعود على قضاء أغلب أوقاته تحت الجسر باعتباره أول منطقة تستقبله عند وصوله بشحنته الى جدة ويلتقي فيه بأصدقائه واصحابه وابناء وطنه، حيث يحتسي الشاي الذي تعده نساء من افريقيا. أما عبدالقيوم الذي يعمل على ناقلات سحب مركبات فقال انه يأتي الى هنا لقضاء بعض الوقت ولو كان التواجد هنا ممنوعا أو محظورا لما استمر الوضع على ما هو عليه طيلة هذه السنوات الماضية.. والجلسات تتم على مرأى من الجميع وتشهد إقبالا كبيرا من كل أصحاب الشاحنات لتوفر الوجبات الرخيصة والشهية مثل العصيدة السودانية والجنبة وهي مشروب ساخن أشبه بالقهوة السوداء. تجمعات ولقاءات مريبة أحمد اليافعي «عامل في متجر مجاور» يقول إن الوضع تحت الجسر يشهد التجمعات المخيفة لكثير من العمالة المخالفة كما تشهد المنطقة عمليات بيع وشراء دون أي رقيب أو حسيب. وتثمر هذه الجلسات كما يقول اليافعي كميات كبيرة من النفايات ويطالب الجهات الأمنية بالتدخل لمنع مثل هذه التجمعات مع ضرورة تواجد الأمانة لإزالة مخلفاتهم التي أصبحت تطغى على الموقع.. ويستغرب عوضه الزهراني هذه التجمعات التي تتم على مرأى الجميع مع أبطالها من العمال المخالفين الذين ينشطون في عمليات بيع وشراء لا يدري الواحد ما يبيعون وما يشترون. دوريات سرية وعلنية في المقابل أكد المتحدث الرسمي في شرطة محافظة جدة الملازم أول نواف البوق، أن الحملات التي تقودها الدوريات الأمنية مستمرة على كل المواقع التي تعج بالعمالة الوافدة على مدار الساعة وبصفة يومية. مشيرا إلى وجود حملات منفردة وأخرى مشتركة مع باقي الجهات الامنية والحكومية المعنية للحد من المخالفات، فهناك قوة ميدانية في الضبط الاداري لشرطة جدة تقود حملات يومية على العديد من الاحياء والاماكن التي تشهد تجمعات للمخالفين. وأضاف: هناك دوريات سرية تتابع المواقع مع وجود دوريات رسمية تتمركز على مدار الأربع والعشرين ساعة في جميع المواقع التي تكثر بها التجمعات البشرية. ويطالب الملازم البوق المواطنين والمقيمين بالتعاون مع رجال الأمن في الابلاغ عن مثل هذه الأماكن وذلك بالاتصال على الهاتف المجاني (6425550) الذي خصصته شرطة جدة لتلقي الشكاوى والملاحظات. حملات التمشيط والملاحقة المتحدث الرسمي في جوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين ذكر أن الدوريات تنظم حملات تمشيطية في الاحياء والأماكن التي تعج بالعمالة الوافدة، وهناك مراقبة مستمرة من فرق البحث والتحري وجوازات المنطقة. وأشار إلى أن الجوازات تقوم بحملات مشتركة مع الشرطة والأمانة ومكافحة التسول لملاحقة المخالفين لافتا الى أهمية عدم التعامل مع المخالفين لنظام الإقامة والعمل أو تسهيل إيوائهم. 5000 قرار من جهته أوضح ل«عكاظ» رئيس شعبة المتابعة والتنفيذ في إدارة الوافدين في منطقة مكةالمكرمة العقيد علي الحصيني تطبيق أكثر من 5000 آلاف قرار بحق عدد من المخالفين. وقال إن القرارات التي أصدرتها اللجنة الادارية في إدارة الوافدين وتابعت الشعبة تطبيقها خلال الفترة من 1 محرم 1433ه وحتى 30 ذو الحجة اشتملت على عدد كبير من المخالفات لأنظمة الإقامة والعمل.