منذ زمن طويل سكن في جزء من منزلنا في الطائف حكيم، من الهند، حسن الهندام.. يلبس لباس المشاهير في الهند، ويضع على رأسه عمامة مميزة!. ولقد أشتهر عند سكان الطائف وبين المصطافين بأنه حكيم ومعالج ومفيد. وكان يجتمع أمام باب عيادته العديد من المراجعين. وكانت طرق الكشف والمعاينة والتشخيص عنده في منتهي البساطة، كانت وأنا صغير أراه يضع يده اليمني على رأس المريض ويده اليسرى على يد المريض ويتمتم وهو في تلك الحالة بكلمات. ثم يعطي المريض علبة نظيفة فيها دواء مثل حبات (الساقدانه)؟. ومن هنا كان البعض يسميه طبيب الساقدانه. لا يستعمل سماعة ولا جهاز ضغط ولا أشعة ولا تحاليل ولا أشعة مغناطيسية ولا مشرط جراحة!. وكان الكل يخرج من عيادته في حال أحسن من التي دخل بها عليه. والجدير بالذكر أن كل المراجعين في ذلك اليوم وفي الأيام التالية يعرفون طريقة الكشف التي تجري عليهم والأدوية أو العلاج الذي سوف يحصلون عليه، ورغم ذلك يتجمع العديد من المرضى وذوي أمراض مختلفة عند عيادته. والجميع يجدون أو يشعرون بعد خروجهم من عياداته بشيء من التحسن والشفاء.! ولولا ذلك لما كان هناك استمرار. وأنا وقد سافرت إلى الخارج، ودرست الطب، وتخصصت وأمضيت سنوات من عمري في ذلك، وعدت وفتحت عيادة وكان لي من المرضى كما كان لزبدة الحكماء، وكانوا يخرجون من عيادتي كما كانوا يخرجون من عيادته شاكرين متشافين!. وتساءلت ما الفرق بين تطبيبي وتطبيب زبدة الحكماء؟. علما بأن المحصول النهائي تقريبا يكاد يكون متساويا؟ وقد أستنتج من ذلك بأن المريض ليس دائما في حاجة إلى مشرط وكيماوي و(لستة) طويلة من الأدوية والفحوصات!. قد يكون الكثير من المرضى في حاجة إلى شخص ذي علم ومعرفة غير التي عندهم يستمع إليهم بصدق وحنان فقط؟. وأدرك بعد سنوات من الخبرة بأني أنا وهو (وسائل) في يد من بيده الشفاء!.. فلا أنا ولا هو كنا نعطي الشفاء!. وإنما الشافي هو الله جل في علاه!. فإذا كان النصر من عند الله في الحروب، فلا شك بأن الشفاء من الأمراض أيضا من عنده سبحانه!.