المتابع لمسار السياسة الإيرانية الخارجية يدرك وببساطة عمق أزماتها من خلال التداعيات الخطيرة التي أنتجتها والتي أتت في أعقاب التدخلات غير الطبيعية في الشؤون الخليجية والتواجد الإيراني على مساحة العالمين العربي والإسلامي، في محاولة للظهور كدولة قوية قادرة على اللعب في الملعب السياسي الإقليمي والدولي. هذه السياسة الإيرانية الخرقاء التي اتشحت بعناوين الطائفية مختلفة منذ انتصار الثورة الإيرانية مطلع الثمانينيات لم تعد قادرة حاليا على الاستمرار والاختراق في بلادنا لأنها صارت موصوفة بتجارب ميدانية تدلل عليها وتشير إلى نتاجاتها، فها هو العراق المتحضر الآن للقسمة والانفصال بفعل هذه السياسة يغرق في المراوحة والفشل وربما يتصاعد الأمر فيه إلى ما هو أكبر من ذلك وأخطر بحسب ما يبشر به رجل إيران الأول في العراق نوري المالكي. وها هي سوريا تدفع ضريبة الدم بفعل اشتراك قوى إيرانية عسكرية وسياسية في التحريض والتدبير وربما إدارة العمليات فيها من أجل إبقاء نظام استبدادي إجازة صلاحيته الوحيدة هي بطاقته الطائفية وهوية رئيسه الملطخة يديه بالدماء بشار الأسد. وها هو لبنان عبر حزب إيران فيه يفشل فشلا ذريعا في إدارة الحكم ليدخل لبنان نفقا مجهولا محفوفا بالمخاطر الأمنية والاقتصادية والسياسية ربما تصل لحدود التفكير جديا في الفدرلة كحل للخلاص من هيمنة سلاح حزب الله وأمينه العام الحالم بتحويل لبنان إلى دولة يسودها حكم ولاية الفقيه يتربع على عرشها مرشد يقود سفينتها نحو المستقبل، وبالأحرى نحو الدمار. أمثلة ثلاثة مرة أنتجتها سياسة إيران الخارجية الفاشلة والتي تحاول طهران من خلالها لخبطة الأوراق لإنقاذ بشار المترنح والذي سيسقط عاجلا أو آجلا وسيغرق طهران أيضا.