عندما يقول رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني أن ملف «البدون» أو من لا يحملون جنسية أصبح يشكل مخاطر أمنية واجتماعية وسياسية، فإنه بقوله هذا قد أصاب عين الحقيقة التي تحدث عنها الكثير من المهتمين بالشأن العام والكتاب والحقوقيين، وعانى منها أصحابها معاناة طويلة دون حلول نهائية تمنحهم حقهم في الحياة الطبيعية السوية، وتجنب الوطن والمجتمع تلك المخاطر. لقد فتح الدكتور مفلح هذا الملف في حواره الشامل مع صحيفة الوطن يوم السبت 29 ديسمبر، وأكد أنه ما زال مفتوحا والتقدم بشأن إيجاد حل له حتى الآن لا يلبي طموح الجمعية التي تلقت آلاف الشكاوى الخاصة بالجنسية أو طلبات الحصول على ما يثبت الهوية، رغم وجود بعض الأوامر السامية التي تعالج بعض هذه الحالات، لكن لم يتم تطبيقها وتفعيلها، وقد أشار إلى أن هذا الملف قد تمت مناقشته مع الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ووجه في حينه الجهات ذات العلاقة بمتابعته مع الجمعية، لكن بعضها غير قادر على التعامل معه بموضوعية وواقعية وسرعة، ويأمل من خلفه الأمير محمد بن نايف إحداث تقدم سريع بشأنه، بناء على ما عرف عن سموه من حرص شديد على الإنجاز وحسم الملفات الشائكة.. وبدورنا، فإننا نضم أصواتنا إلى صوت رئيس جمعية حقوق الإنسان، ونتمنى على الأمير الحاذق المدرك لأبعاد كل قضية تختص بها وزارته أن يجعل هذا الملف في مقدمة أولوياته؛ لأن المتأثرين به أصبحت حياتهم غاية في البؤس والمرارة بسبب ما ترتب على وضعهم من حرمان لحقوقهم الإنسانية وحقوق أبنائهم وبناتهم الذين لا يعرفون وطنا غير المملكة. وربما كان الأمر الأكثر إثارة في هذا الملف هو ما يتعلق بالذين كانوا يحملون أوراقا ثبوتية وتم إلغاؤها لأسباب مختلفة، مع أنهم خدموا في وظائف حكومية لمدد طويلة وما زال شيوخ قبائلهم يشهدون ويؤكدون أنهم من أصول سعودية ومع ذلك لم تحل أوضاع بعضهم حتى الآن، وحرموا حتى من صرف مستحقاتهم لدى بعض الأجهزة الحكومية كما يؤكد الدكتور القحطاني. وإذا كانت هذه الفئة بهذا الوضع فإن الفئات الأخرى ربما تساويها في المعاناة إن لم تكن معاناتها أشد.. لا توجد مشكلة ليس لها حل، وبما أن المملكة «مملكة الإنسانية» تسعى إلى ترسيخ حقوق الإنسان وتطبيقها، فإن هذا الملف جدير بأن توجد له حلول جذرية منصفة وعادلة وسريعة، والأمل كبير في من بيدهم الأمر. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة