جوجل محرك البحث الأسطوري الذي قفز للواجهة خلال فترة وجيزة ليلغي كل ما سبقه متوافقا مع قفزات الشركة الأم التي تزحف بثقة وتخطيط متقن لتستحوذ على ما حولها من شركات عملاقة لتدخلها تحت ملكها الذي لا تغيب عنه الشمس فعلا وقولا. يتكفل الساحر جوجل بإنجاز الكثير من الأعمال ومنها كتابة الزوايا الثابتة لبعض الكتاب الذين لا يتجاوز دورهم ربط الجمل ببعضها لتكون المادة الصحفية جاهزة في نهاية الأمر وفي أجمل منظر. أجمل ما في السيد جوجل هو أسوأ ما فيه: المعلومة الطائرة! وصفة الطيران هنا مزدوجة: أولا لسهولة الحصول عليها وكأنها تطير من أقاصي الأرض لتستقر في مخك - إن وجدت لها مكانا بين مشاغل الدنيا - ولأنها تطير بنفس السرعة بعد إنجاز مهمتها فلا يبقي لها أي أثر. على المستوى المعلوماتي والثقافي: قد تقرأ أكثر من ثلاثة مؤلفات ثم لا تخرج بمعلومة محددة وإن خرجت فلن يكون صيدك أكثر من معلومة أو اثنتين تخربش بهما على هامش قراءتك وينتهي الأمر لكن المكتبة الأسطورية: جوجل يضع كل ما توصل إليه العلم الحديث تحت ضغطة زر إرادتك للسباحة عبر محيطات من العلم والمعرفة. الفرق: أن القراءة التقليدية من شأنها أن تخلق وعياً وتشكل ثقافة وتضيف لقاموسك المعرفي واللغوي ما أنت بحاجة ماسة إليه من خلال ما يتسرب ليترسب في عقلك الباطن مما لا تشعر به إلا عند الحاجة إليه فيما تظل كل المعلومات الجوجلية طارئة ومؤقتة كنبات فصلي. هذه على أية حال ليست مشكلة جوجل فهو يقود خيولنا للماء لكنه لا يستطيع إرغامها على الشرب.. هذه مهمتنا نحن!