في إحدى أمسياتها الصاخبة أطلق الدكتور أحمد الربعي (يرحمه الله) عليها حرب الخليج الثالثة، كانت نزالاتها تهز كل منزل أو بيت في الخليج، ناس الخليج يمسون طيلة أيام الدورة متوترين، لقاءاتها كانت بمثابة كسر عظم. السبت القادم يعاد هذا التكريس من مكان انطلاقها «البحرين» لم تعد هما ولم ألاحظ ذلك التشنج حتى اللحظة الذي كان يمارس في السنوات الماضية الجميلة، كأس الخليج كانت موعدا تضرب معه الكرة الخليجية لانطلاق التفوق حيث تعتبر بداية بطولات أو إنجازات، هذا الهدوء المصاحب حتى هذه اللحظة لهذه الدورة لا أعرف إن كان موعد الدورة فجائيا أو أن هناك مللا أصاب الساحة الرياضية من تشنج محلي كان طاغيا، أو قد يكون للمستوى المتهالك للكرة الخليجية بصفة عامة ومنتخبنا بصفة خاصة دور في هذا الهبوط بل حتى الرغبات والأمنيات تسجل استحياء لا يواكب الضغط الإعلامي المصاحب، لكن دورات الخليج هي استثناء لا تؤمن بالاستعدادات المبكرة ولا بالقدرات الفردية لكل منتخب بل نتاج ضغط نفسي وآني. فالمنتخب السعودي جزء من هذه اللعبة يذهب دون أي ترشيح مسبق لكنه ونتيجة للظروف قد يكون هو السيد خاصة إذا ما عرفنا أن ظروف المنتخبات تشبه بعضها. لم أعط لتصريحات ريكارد ذاك الاهتمام لأنه يبدو لي تأثره حد الإشباع بالعقليات المحيطة به وهو يقول لا فض فوه في غمرة الاستعداد لا يهمني الإقالة في عملية تذاكي هو نفسه لا يرى قدرته عليها، فاستمراره أو إقالته ثنائية انتصار له، فهو أشهر عاطل والأكثر ثراء ودخلا في حالة استمراره، أما في حالة إقالته فأرصدته ستتضخم لدرجة سيكون من القلة في العالم الأكثر ثراء وهو عاطل، لذلك كانت هذه الحالة تتقمصه أثناء اختياراته للاعبي المنتخب، إذ جل المدرج الرياضي يرى فيها من المزاجية ما هو واضح في عملية استقطاب أو استثناء لا تنم عن فكر تدريبي، كيف له أن يضم «المحياني» وهو القابع على كرسي الاحتياط فيما قوة المنتخب تحتاج لرأس الهزازي، أما طريقة الاختيار فهي وصلت حدا جديدا ومبتكرا لدرجة الاستدعاء بالهاتف مما يجعلك تتساءل عن أسماء الحظوة والتي كانت ذات يوم سبب تدهور كرتنا وخسارتها بالكم في المحافل الدولية، ستعاد في سابقة بشرنا ب «سامي الجابر» لاعبا في المنتخب وهو يومها حبيس دائم لكرسي الاحتياط في الهلال بل إن الإعلان جاء من شخصية رسمية في أحد المؤتمرات، هكذا نحن نمجد الأشخاص ونميزهم فوق مصلحة الوطن، فبشرونا بأدنى هبوط في سلم التصنيف. *** قد تظهر في هامش الأحداث، لكن الحدث قد يسرقك لدرجة أن تصبح أنت المشهد، هذا المشهد قد يلفظك وقد يستوعبك، في الأهلي ظهر رئيس النادي كمشرف على كرة القدم، كانت تجربته في البداية متواضعة، استوعبه المشهد ورضي به فزكي رئيسا حتى اللحظة وبعد سنتين يبدو لي أن المشهد الإعلامي طاغيا عليه مما يفقده التركيز والخوض لتكوين عمل مؤسساتي وفق رؤية إدارية تنتج عنها قرارات تصب في استمرار التفوق، ما يراه المدرج الأهلاوي من تكرار الأخطاء أو تبدل المواقف لا يبخصه حقه في الاجتهاد لكن الاجتهاد لو نجح في عمل أو عملين لا يسير العمل المؤسساتي. *** في خضم انتخابات اتحاد كرة القدم اتهموا «عيد» بالتصنيف المتأخر للمنتخب وكأنه نتيجة له بالرغم أن المدرج الرياضي يشهد أن تصنيف المنتخب كان نتاج عبث رياضي استشرى لسنوات ماضية حتى هبطت معه الكرة، ماذا لو فاز المنتخب بكأس الخليج؟ هل سيقول الموتورون إياهم أن هذا الإنجاز يحسب لعيد؟ لا، لن يقولوا ذلك لسبب أن الاستقصاد مسبق وليس بخروج ذاك البرنامج ووثائقه المزرية نهاية بل بداية لحرب ستصلي جلد أحمد عيد.