• ظل التساؤل الاتحادي الصاخب طاغيا أين المفتاح حتى طل (ابن داخل) قبله وقبله، في مراحل التغيير تكثر مخرجات النجاح فكيف إذا كان هذا التغيير يتسم بشبه الإجماع وهو ما حصل عليه اللواء بن داخل خلال الساعات الماضية إذ بعيدا عن الأصوات التي حصل عليها كان هناك إجماع على مستوى الطيف الاتحادي حول شخصيته (التوافقية) وهي ما ستجعله يلعب أدوارا مختلفة لرأب الصدع على المستوى الشرفي واستحداث فرص النجاح في إعادة ألعاب الاتحاد وتكريس تفوقها. • فالعمل المؤسساتي حتى لو كان تطوعيا نتاج مراحل لا كبير فيها هذه ثقافة ابتدعناها وصدقناها، نعم هناك مرجعية نتاج تراكم عمري ومعرفي لكن ليست شرطا أن تكون خيارا أوحد لذلك كان هناك رأي في الاتحاد على اللواء ابن داخل باعتباره رجل المرحلة لسنوات قد تطول وقد تختصر وتلك ترجع لقدرته أولا ومساحة الحركة والمناورة هي ما ستحدد هذه الفترة. • أما المرحلية فهي أن خلف (ابن داخل) لن يكون من الوجوه (العتيقة) وأن أجيال الثلاثينات التي لم تحظ بفرص النجاح هم المؤهلون أكثر في المراحل المقبلة على اعتبار أنها حتمية الحياة وفترات خصخصة وأفكار استثمارية وتظل كفاءتهم وقدرتهم على الكسب والإقناع هي ما ستحدد ذلك. • وبتصور عام فإن مرحلة (ابن داخل) هي مرحلة الاستقرار والتفاؤل والنجاح، والتي أراها أيضا أكثر استقرارا عند جاره (الأهلي) وفق سياسة ممنهجة او ما يسمى استقراء الأجيال ويأتي ظهور الأميرين تركي محمد العبدالله الفيصل وفيصل بن خالد في صورة المشهد الأهلاوية دليلا على تكريس هذا الاستقراء وأن المراحل القادمة المتلاحقة طالت أم قصرت لن تشهد فراغا في كرسي الرئاسة. • إنني أكاد أجزم بأن العملية الانتخابية بدأت أكثر قبولا في مشهدنا الرياضي وأن الأجمل في هذه العملية تواجد رجال القانون في مجالس إدارة الأندية المنتخبة (الخولي) في إدارة ابن داخل هو ما يكرسها قانونيا وهي مرحلة تأتي متطلعة مع ما تشهده الكرة السعودية من مخاض جديد يحمي القانون توهجها واستمرارها وفق أنظمة وقوانين متناغمة، لذلك لا أتكئ كثيرا على برامج المرشحين وإنما على الحراك الفعلي داخل مفاصل الأندية ولجان الاتحادات والتي ألزمها الأمير نواف بن فيصل بالقانون كأسلوب عمل، هذه البرامج والتي كتبت من قبل إعلاميين أكثر من أن تكون عامل كسب أو فشل لمروجيها خاصة أن المدرج دائما ما يبحث عن (الرئيس) الذي يأتي بالبطولات وليس بالشعارات. *** • تتقمصنا الذاتية في إطلاق الحكم ونسابق الفعل في بناء الرأي لذلك قرأت كثيرا من الآراء المتشائمة والمسبقة الجاهزة حول فشل مدرب المنتخب (ريكارد) فالمدرب حتى اللحظة لم يستلم زمام القيادة ومع ذلك انتقدنا التعاقد معه، وكتبنا حتى عن ضعف شخصيته، وهي خصوصية منفعلة تميزنا بها، إن ما تتطلبه المرحلة خاصة من الإعلاميين التريث والانتظار حتى نفرح بإعادة صياغة الكرة السعودية التي تتواءم والفكر الهولندي وهو ما بشرنا به ريكارد في حديثه الإعلامي المقتضب للإعلام المحلي خلال زيارته القصيرة التي اتضح من خلالها أن لديه رؤية وفكرا يريد أن يطبقه، وأن هناك شبه إجماع على نجاحه لتميز المدرسة الهولندية في جماعية الأداء وهو ما يتفق ورؤيتنا لما نراه في الكرة السعودية.