تحققت إنجازاتنا السابقة بفعل مواهب فردية التقت مع الآخر، الذي كان مثلنا في الإنجاز والطموح، هذا الآخر تغير وتطور وأصبح أكثر إنجازا واستقرارا في المشهد الرياضي، أما نحن فعدنا للخلف، أصبحت إنجازاتنا أطلالا نتحسر عليها، الفرق هنا أننا ظللنا أسرى ثقافة (صوتية). كان سؤاله مؤلما ما الذي تغير لكي نتطور؟، قالها صديقي (الجنرال) وهو يقاسمني اعتصار الآلام بعد دقائق من انهيارنا أمام أستراليا، واصل صديقي «لم تعد كرة القدم (جلدة) معبأة بالهواء يطاردها أحد عشر لاعبا، بل نتاج فكر وعمل جماعي وفق نسق ثقافي، وإلا كيف لأمريكا واليابان أن تستقر في المشهد المونديالي وهما من قبل لا يعرفان كرة القدم.. سأكتفي بما قاله صديقي ولن أستمر في هذا الإيغال الموجع، لقد اكتشفنا في خمس دقائق أن السنوات الأربع، منذ خروجنا من مونديال جنوب أفريقيا قد سرق وأن لا عمل منظما ولا فكر ممنهجا ولا عمل مؤسساتيا.. وأن كل ما مارسناه رد فعل ينتهي حيث يبدأ. دعونا نتفاءل بالمرحلة، هل ستكون استقالة اتحاد القدم أولى محطات التغيير مع أنني حتى اللحظة أسير شكوك وظنون، ولن أصدق أن وجوها اغتصبت المشهد الرياضي، ستتغير بهذه السهولة، وحتى أشاهد هذا اليقين في التغيير كمفهوم كرس في واقعنا كمجتمع سكوني لا يقاوم التغيير فقط بل حتى يرفضه، دعونا نتجاوز هذه الظنون ونكرس في الأشهر الثلاثة القادمة منهج الاستفادة من أيامها بخطط ولوائح وقوانين واستراتيجيات ليس شرطا أن تكون فرنسية أو إيطالية أو إنجليزية، الأهم في ذلك أن تخرجنا من دائرة التخلف، إننا متى ما أحسنا ترتيب هذا الفعل المؤسساتي بالشروط والآليات كسبنا وجوها أكثر كفاءة وأميز رؤى بعيدا عن عودة الإملاءات والأوامر والاجتهادات الفردية وكذلك عدم عودة وجوه الأزمة. نعم، الحراك الرياضي مرتبط ببيئة ليست نقية، فالاحتراف منقوص والأندية الشريك الفاعل ملأى بالفوضى ولجان سمتها الارتجال والتناقض، وإعلام غير نزيه متشنج، إن تفاؤلي في وجوه أكثر ثراء معرفي، ومتسلحة بتجارب عمرية زمنية تستطيع التغلب على المعوقات والمرور بالتجربة إلى الاتقان مرده إلى أن الساحة فيها الكثير ممن تنطبق فيه تلك الصفات لكن سياسة الثقة هي ما أبعدت هذه الكفاءات. *** * لم تعد الروح الرياضية هي اللغة المشتركة في نشاطنا الرياضي، يكسب شباب الأهلي بطولة الأمير فيصل على ملعب الشباب فبدل التهنئة من الشبابيين يغرقون الملعب بالماء في تصرف ينم عن انهزامية نفس قبل انهزام فريق. * استمرار توهج الأهلي في المواسم القادمة يأتي من خلال ضخ هذه الدماء الشابة، الذين كسبوا بطولة فيصل قبل انتهائها بثلاثة أسابيع، وأن هؤلاء الشباب هم عدة المواسم القادمة فاستشراف ثقافة الفوز عامل مهم في الاستفادة بدل ركنهم وضياعهم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة