أمير حائل يدشن إنتاج أسماك السلمون وسط الرمال    المسند: طيور المينا تسبب خللًا في التوازن البيئي وعلينا اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من تكاثرها    التعامل مع المرحلة الانتقالية في سورية    إحباط تهريب (1.3) طن "حشيش" و(136) طنًا من نبات القات المخدر    بناء الأسرة ودور مراكز الرعاية الصحية الأولية    معرض الكتاب بجدة كنت هناك    جمعية(عازم) بعسير تحتفل بجائزة التميّز الوطنية بعد غدٍ الإثنين    البديوي: إحراق مستشفى كمال عدوان في غزة جريمة إسرائيلية جديدة في حق الشعب الفلسطيني    مراكز العمليات الأمنية الموحدة (911) نموذج مثالي لتعزيز الأمن والخدمات الإنسانية    الفريق الفتحاوي يواصل تدريباته بمعسكر قطر ويستعد لمواجهة الخليج الودية    الهلال يُعلن مدة غياب ياسر الشهراني    جوائز الجلوب سوكر: رونالدو وجيسوس ونيمار والعين الأفضل    ضبط 23194 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود.. وترحيل 9904    الأونروا : تضرر 88 % من المباني المدرسية في قطاع غزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب الفلبين    حاويات شحن مزودة بنظام GPS    مهرجان الحمضيات التاسع يستقبل زوّاره لتسويق منتجاته في مطلع يناير بمحافظة الحريق    سديم "رأس الحصان" من سماء أبوظبي    أمانة القصيم توقع عقد تشغيل وصيانة شبكات ومباشرة مواقع تجمعات السيول    بلدية محافظة الاسياح تطرح فرصتين استثمارية في مجال الصناعية والتجارية    «سوليوود» يُطلق استفتاءً لاختيار «الأفضل» في السينما محليًا وعربيًا خلال 2024    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    رفاهية الاختيار    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    حلاوةُ ولاةِ الأمر    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأهيل خريجي «الأدبي» للعمل في الإلكترونيات ومشاركة «الخاص» في منهجية التعليم يدعمان متطلبات سوق العمل
في ندوة عكاظ عن أثر دور التعليم ومخرجاته على الاقتصاد الوطني .. مختصون في القطاع الحكومي والخاص:
نشر في عكاظ يوم 02 - 01 - 2013

كشفت ندوة «عكاظ» «أثر دور التعليم ومخرجاته على الاقتصاد الوطني» عن رفض المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني انخراط حاملي الثانوية قسم أدبي في معاهد متخصصة لتعليم الكهرباء والإلكترونيات رغم نجاح التجربة سابقا على 20 شخصا حصلوا بموجبها على وظائف في شركات كبرى، مما أدى إلى رفع شكوى لوزير العمل نظير ذلك.
وأفرزت الندوة التي نظمتها «عكاظ» في المدينة المنورة بحضور سبعة مختصين من القطاعين الحكومي والخاص عن الكثير من المواضيع الهامة، لعل أبرزها حصول مديري التعليم في المدن وفي المحافظات الصغيرة على أموال تحت تصرفهم دون مساءلة، تحت بند « الحالات الطارئة».
كما طالب المختصون بضرورة إشراك القطاع الخاص في وضع مناهج التعليم حتى تتواءم المخرجات مع حاجة سوق العمل، وإعداد برامج تدريبية تساعد المستهدفين في القطاعات التعليمية من الطلاب.
وشددوا على أهمية معالجة «المجاملات» التي تدخل على بعض اللجان في التعليم بما يسهم في إبطاء عملية التقدم، ويضعف المخرجات التعليمية.
أكد عضو مجلس الشورى السابق الدكتور نايف الدعيس وجود ما وصفه ب «المجاملات» في سياسات التعليم تقود وصول الأشخاص غير المؤهلين إلى اللجان مما يؤثر على الحركة التعليمية. وقال: إن مثل هذه التصرفات تؤثر على حركة التعليم، لذا يجب فرض خطط واضحة تساعد على تقدم الحركة التعليمية.
وعن حال الجامعات وما إذا كانت مستنسخة عن بعضها البعض، قال: في ظني أننا في مجتمع نام رغم أن عمر المملكة يزيد عن 100 عام، لكننا لا نستطيع وضع أنفسنا في مقارنة مع دولة مثل بريطانيا ودول أخرى. فقد زرت جامعة في كاركاوف عمرها 600 عام كمبنى وكجامعة، ولذلك لايمكن أن نقارنها بجامعاتنا.
وقال: بإمكان الشباب القفز بخطوات واسعة للأمام من أجل خدمة الوطن. متطرقا إلى دور المنزل وأهميته في تهيئة مخططات الأبناء لصالح الوطن.
وأضاف: لم يكن والدي يهتم بالتعليم في الماضي، وكان يحثني على تعلم صنعة مفيدة ؛ أما الآن يحاول الوالد أن يوجه ابنه إلى أهمية إكمال الدراسة الجامعية قبل الانخراط في سوق العمل؛ ليصبح المنزل بيئة مناسبة قادرة حتى على أن تكشف ميزات ومساوئ المهن للابن بهدف توسيع مداركه ومنحه خيارات أفضل دون إجباره.
وأضاف: إزاء هذا الدور المتقدم للمنزل يظهر مع الأسف عدم قدرة الجامعة التي يتعلم فيها الابن من الوصول إلى طموحاتنا، وهناك قصور كبير في توجه الجهات التعليمية للمجال الصناعي رغم أن الوضع في المملكة مهيأ لمستقبل كبير جدا في هذا المجال.
و أكد أن للدور الإعلامي إسهاما في محاولة وصل التعليم ومخرجاته بحاجة سوق العمل، وقال: «عكاظ» كان لها دور في معالجة العديد من القضايا وهذا أمر يعرفه الجميع، ونتمنى أن تواصل الصحيفة طرقها لمثل هذه القضايا المهمة.
تعليم قوي
وحول مدى تناغم التعليم مع القطاع الخاص أكد عبد الغني الأنصاري عضو اللجنة الوطنية السياحية في مجلس الغرف السعودية على الحاجة لتعليم قوي .
وقال: حتى يكون التعليم قويا لابد من إشراك القطاع الخاص في مسألة إعداد الخطط المنهجية للدارسين في ظل خطة واضحة للدولة .
وأضاف: يبرز هنا سؤال هل القطاع الخاص شريك حقيقي أم تابع؟؛ لأن الشراكة تحتاج إلى عمل مؤسساتي حقيقي يقود إلى مثل هذه الخطوة المهمة لكن إلى الآن لم نتقدم على هذا الصعيد.
وأكد أن الدليل على عدم وجود شراكة هو أن الخطط الخمسية كشفت عن أن معظم أهداف التوظيف لم تتحقق والخطة الخمسية الأخيرة كانت تشير إلى انخفاض الاعتماد على البترول مقابل زيادة تنويع مصادر الدخل لكن الميزانية الأخيرة التي صدرت في هذا الأسبوع تقول غير ذلك، وهذه الميزانية هي امتداد لميزانيات قبلها تؤكد أن البترول مازال الوسيلة الوحيدة التي تقوم عليها ميزانية المملكة، وهذا مؤشر خطير من وجهة نظري فإلى متى يستمر سعر هذا البرميل مرتفعا وإلى متى يستمر وجوده؟!.
كما أشار إلى أن دور القطاع الخاص توفير الوظائف، و ليس دور الحكومات، وقال: لنا في الدول المتقدمة خير شاهد على ذلك لكنه يكون في إطار شراكة حقيقية لا في مجال تبعي.
وهنا تداخل المهندس وائل الأخضر بقوله: دور الحكومة في الدول المتقدمة توفير الأرض الخصبة المساعدة للقطاع الخاص على توفير الوظائف للمخرجات التعليمية المهيأة تماما لسوق العمل.
ثم تداخل الدكتور بسام الميمني بقوله: بعض الخطط التعليمية التي تم إعدادها منذ زمن تحتاج إلى تغيير كل ستة أشهر حتى تنسجم مع الواقع الذي نعيشه.
فأكد الأنصاري على مداخلتهما. وقال: من هنا يجب إعادة النظر في أن ما كان من مسلمات الماضي بات غير مناسب للحاضر، وهذا يعيدنا إلى أهمية وجود رؤية تكشف عن ماذا تريد المملكة أن تكون عليه في عام 2020 م أو في عام 2030 م وهل التوجه صناعي أو خدمي أم ماذا؟
التغييرات الوزارية
الأنصاري تطرق أيضا إلى أهمية تحديد خطة ثابتة للتعليم، وقال: يجب تحديد الرؤية العامة، وتوجه جميع القطاعات بما فيها التعليم الذي يضع خارطة الطريق للمملكة باعتباره أساس التنمية، وبناء على هذا تحدث النقلة لكن ما يحدث الآن هو مجرد تغييرات وزارية. فكل وزير لديه رؤية مختلفة عن سابقه؛ لذلك يجب أن تكون هناك استراتيجية تعليم ثابتة معتمدة من مجلس الشورى، ومقرة من مجلس الوزراء.
و أضاف: وقد تستمر المشكلة لعدم وجود مواد تدرس عن المهن أو أهميتها أو ما يدخل في إطار ذلك علما أن ديننا الحنيف يحث على العمل، ويكفي أن سادة البشر الأنبياء منهم من كان راعيا وآخر خياطا وثالثا نجارا وغيرها من المهن التي عمل بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. فهل من قدوة أفضل من هؤلاء لاحترام مثل هذه المهن؟
نقل المناهج من الخارج
وحول دور التعليم في هذا الجانب قال محمد داغستاني مدير إدارة الجودة الشاملة في إدارة التربية والتعليم في منطقة المدينة المنورة: إن مشكلة تطوير التعليم ليست نابعة من إبداعنا ومبتكرنا لأنها جاءت عن طريق نقلها من الدول المتقدمة تعليميا. وهناك تلازم بين التعليم في المملكة والتعليم في بريطانيا.
وأضاف: عند إجراء عملية النقل تتشوه الصورة، ويصبح النموذج المراد نقله على غير وضعه الذي أخذ عليه والسبب في ذلك هو أن النظام التعليمي بين المملكة وبريطانيا مختلف، وبالتالي فهو لا يساعد على نقل النموذج بصورة صحيحة فتبدأ مسألة التعديلات التي يسفر عنها عدم تحقيق الأهداف كاملة.
وأضاف: المجال الاقتصادي يكشف جانبا من الاختلاف بين الدولتين، ففي المملكة التعليم قائم على دعم حكومي كامل، بينما يحظي التعليم في بريطانيا بدعم من المجتمع.
نموذج عربي
وكشف داغستاني عن أن المسؤولين في إدارة الجودة في وزارة التربية والتعليم بدأوا في إعداد نموذج عربي للجودة بعد أن تم إعداد مشروع لإنشاء مركز إقليمي للجودة والتميز في التعليم على المستوى العربي، مشيرا إلى أن وزارة التربية والتعليم اطلعت على جودة التعليم في استكلندا وبريطانيا. وقال: جرت اجتماعات في هذا الجانب مع ما يعرف ب «الأوفستد» الذين يراقبون الحركة التعليمية في بريطانيا ووقفنا على كافة تصوراتها.
وطالب بضرورة وجود استراتيجيات في ظل غياب الرؤية الواضحة، والعمل عليها كل في تخصصه ومجاله من خلال المبادرات سواء بالمشاريع أو غير ذلك.
نصف مليون ريال
وتطرق داغستاني في معرض رده على أحد الضيوف بإسهام وزارة التربية والتعليم في عجز مديري التعليم. بقوله: مديرو التعليم في المحافظات الصغيره يخصص لهم صلاحيات صرف إلى 100 ألف ريال للعام الواحد دون مساءلة، وتستخدم في الظروف الطارئة. أما مديرو التعليم في المدن فمن صلاحياتهم الصرف إلى نصف مليون ريال.
«مجاملات» في لجان المناهج
وعن ضعف أداء اللجان في التعليم وخاصة تلك التي تعد المناهج الوطنية. قال داغستاني: هناك من يغلب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة وهذا هو أساس الخلل.
فتداخل الدكتور نايف الدعيس، وقال: نعم مع الأسف يغلب على هذه اللجان دخول أعضاء فيها عن طريق المجاملات.
ثم تطرق داغستاني إلى غياب مؤسسات المجتمع المدني، وعدم قدرتها على قياس مخرجات التعليم مما أوجد فجوة كبيرة. وقال: حاليا الجميع يضع كل الأمل في هيئة تقويم التعليم التي جرى التوجيه بإنشائها.
«كود» تعليمي سعودي
ولتحقيق متطلبات سوق العمل من التعليم، قال محمد رشوان عضو اللجنة التجارية الوطنية في مجلس الغرف السعودية نحن في أمس الحاجة إلى كود تعليمي خاص في المملكة، يفي باحتياجاتها، ويتناسب مع الوجهة الاقتصادية المستقبلية بعيدا عن التعثر بين الاستراتيجيات الموضوعة، والنقل من الدول الأخرى إذ لابد من التعامل مع الطلبة كمنتج نهائي جاهز لسوق العمل ليتم رسم خطط لمستقبلهم، ومن ثم تفتح لهم الخيارات لكي يبدأوا في شق طريقهم الدارسي نحو سوق العمل بنجاح كامل من خلال إعداد وتهيئة المراحل التعليمية للوصول إلى ذلك الهدف المنشود.
وأضاف: تكمن المشكلة في عدم وجود مواءمة بين القطاع الخاص وسوق العمل وجهات التعليم. فلا بد من التعاطي بكل قوة مع المميزات النسبية التي تتمتع بها المملكة دونا عن غيرها بالدرجة الأولى ثم يتم الانتقال إلى الميزات التنافسية، وكل هذا من خلال الاستثمار في الإنسان بدءا من التعليم.
500 غرفة تجارية
واستشهد رشوان في اليابان، وقال: هذه الدولة ليس لديها موارد طبيعية كبيرة، فعوضت عن ذلك بالاستثمار في الإنسان من خلال مخطط يبدأ من الغرف التجارية التي يصل عددها في اليابان إلى 500 غرفة تقريبا، وتقوم هذه الغرف بوضع جميع أسس الخطة العامة التي ستبنى عليها فيما بعد خطة اليابان الكاملة سواء على المدى البعيد أي ما يصل إلى 100 سنة، أو على المدى المتوسط المتراوح بين 25 سنة إلى 50 سنة، أو على المدى القصير المتراوح بين خمس سنوات إلى 15 سنة.
وأضاف: المنشآت الاقتصادية والعلامات التجارية الكبرى في أمريكا هي من يخطط للمناهج القوية مما يجعل اقتصادات تلك الدول قوية وقادرة على تحمل أية اضطراب أو مستجدات مستقبلية.
كما تطرق إلى ضرورة اللجوء إلى خدمات تدريبية لصالح الطلاب مع زيادة القوى، والقدرات الاستيعابية في المراحل التعليمية. وقال: لابد من التركيز على البحث العلمي.
سنة ونصف السنة
وعن مدى أهمية إصدار قرار يعيد الثانويات التجارية مرة أخر، قال: منذ سنة ونصف السنة ونحن في اللجنة التجارية الوطنية نلاحق محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي الغفيص من أجل الاجتماع به لعرض عدة أمور من بينها ضرورة إقرار عودة الثانويات التجارية.
وأضاف: الثانويات التجارية باتت مطلبا ملحا بعد أن كشفت وزارة العمل عن ما يقارب من 1.8 مليون وظيفة إدارية في القطاع الخاص يشغلها أجانب، وهذا الرقم الكبير لا يستطيع سده إلا خريجو الثانويات التجارية بحكم مناهجها الدراسية خاصة أنها وظائف مكتبية تناسب ما يريده معظم السعوديين، ولا أحد ينكر بأن عددا كبيرا من موظفي الدولة من مخرجات الثانويات التجارية بسبب تخصصها في الأعمال المكتبية والإدارية والمحاسبية.
انفصام التعليم عن العمل
وعن أبرز المؤشرات التي تكشف الانفصال التام بين سوق العمل والتعليم، قال الدكتور بسام الميمني عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة المدينة المنورة : إن البطالة وانخفاض نسبة التوظيف المتزايد للمواطنين هو أبرز المؤشرات، بل إن ضعف مخرجات التعليم أسهم في وصولنا لحقائق مؤلمة قد لا يعرفها البعض ومنها أن العاملين المشغلين لسابك وأرامكو هم أجانب، رغم وجود الآلاف من الموظفين السعوديين في تلك الشركتين؛ لذلك نتطلع لأن تستقطب كوادر سعودية قادرة على الإدارة والتشغيل بفاعلية كاملة لمثل هذه الشركات.
وأضاف: مشكلة البطالة وتوظيف القوى العاملة الوطنية بات لها انعكاس واضح على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهنا تظهر الحاجة في جدوى الإنفاق على التعليم خاصة أن الميزانية الأخيرة أظهرت رقما عاليا يفوق ال 200 مليار، لذلك لابد من تحقيق طموحات الدولة أولا، ومتطلبات المشروعات الخاصة ثانيا ثم تأتي بقية الأمور المستهدفة.
إعداد سعودي للصناعة
وعن الجانب الصناعي تحدث الدكتور بسام ميمني قائلا: هناك فشل واضح في هذا الجانب فيما يتعلق بإدارة المصانع؛ لذلك نحن في حاجة إلى خطة تعليمية ومنهجية كاملة لمعالجة هذا الخلل الكبير، وتجربة دبي لمن لا يعرفها على حقيقتها يصفها بأنها عبارة عن فقاعة لكن في حقيقة الأمر أنهم حققوا ناجحا واضحا في زمن قياسي من خلال مخططات التعليم لديهم وتهيئته لليكون قادرا على تحقيق مخرجات مناسبة لسوق العمل ومناسبة أيضا لطبيعة بلدهم.
و أكد المهندس يوسف السيد نائب رئيس لجنة التعليم الأهلي التابعة لغرفة تجارة وصناعة المدينة المنورة وجود استقرار في المناهج وقال: مررنا بمرحلة شبه مستقرة خلال الفترة الماضية، وهذا يدل على بعض الإيجابيات، ولكن نحتاج إلى التحرك بشكل أسرع في إطار متطلبات سوق العمل.
وعن دور إدارات التعليم ودعمها للمدارس الأهلية من خلال أنشطة تدريبية وبرامج للطلاب، قال: أعتقد أن مديري التعليم ومديري المدارس منزوعي الصلاحية بالكامل للخروج عن النص الذي وضعته لهم وزارة التربية والتعليم، بل إن هناك شكاوى عن تعيين مدير تعليم في منطقة لا يرغب بها، أو يجري نقله دون رغبة منه وفي نفس الوقت لا يستطيع الخروج عن نص المنهج التعليمي اليومي. فكيف يمكن أن ندخل ثقافة اقتصادية في ظل تقييد وزارة التربية والتعليم لنا.
تجربة ناجحة
وأشار محمد داغستاني إلى التعليم المسائي من حيث الملتحقين به والذين تتجاوز أعمارهم المعدل الطبيعي للطلاب فتم احتواؤهم في مدرسة مسائية وعندما لم يجد أحد مديري المدارس الرغبة لديهم بالتعليم اتفق مع شركات ومؤسسات لتعليم الكمبيوتر وتعليم السكرتارية وخصص لهم وقتا في الفترة المسائية لللتدريب، وتنمية قدراتهم في مجالات مفيده لسوق العمل.
وأضاف: هناك أنشطة مختلفة يتم التدريب عليها أيضا ضمن هذا البرنامج تشمل النجارة وكانت تجربة رائعة لاطلاعي عليها عن قرب، ولم تجد أي اعتراض من قبل إدارة التربية والتعليم.
إدخال ثقافة اقتصادية
وأكد المهندس يوسف السيد أن هناك دولا تتمتع مدارسها بمرونة كافية لإدخال ثقافات وأنشطة اقتصادية متنوعة على الطلاب دون أية قيود تلزمهم بما يحتويه المنهج فقط؛ لذلك نحن نريد أن تتمكن المدارس من تفعيل أنشطة وأفكار قادرة على مساعدة الطلاب في تكوين مفهوم عن معنى الاقتصاد، ومعنى سوق العمل، ومعنى حركة المال بفهومها البسيط. وأضاف: نسعى إلى الحصول على المساعدة في محورة فكرة التخصص لدى الطالب فالناس يخرجون من الجامعات دون وجهة .
مفاجأة مدوية
وعن دور التدريب في دعم الطلاب قبل تخرجهم أو بعده. قال المهندس وائل الأخضر عضو لجنة التدريب الوطنية التابعة لمجلس الغرف السعودية: التقيت الأسبوع الماضي بأحد كبار المسؤولين في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في الرياض، فأخبرته أن خريجي الثانوية قسم أدبي يأتون إلى معاهد متخصصة في تعليم الكهرباء والإلكترونيات، ويريدون الانخراط في هذا المجال لكن المشكلة المعيقة هي أن شهاداتهم لا تتيح لهم الدخول في هذا المجال بحسب الأنظمة المتبعة في المؤسسة العامة للتدريب.
وأضاف: أكدت خلال لقائي بالمسؤول أنه يمكن لهذه المعاهد أن تؤهل طلاب الأدبي للدخول في هذا الجانب عن طريق وضع كورسات متخصصة في الإنجليزي والرياضيات والفيزياء باعتبار أن شهادة التخرج التي يحملونها لم تؤهلهم إلى أي وظيفة خلال السنوات الأربع الماضية. وبالتالي نستطيع الإسهام في تحويلهم من دائرة البطالة إلى عناصر فاعلة قادرة على خدمة الوطن. لكنني فوجئت بأنه يرفض تنفيذ ذلك بحجة أنها مخالفة للنظام، رغم أنهم خضعوا لاختبارات من قبل المؤسسة العامة للتدريب وتمكنوا من تجاوزها.
وأضاف: هناك تجارب جرى تنفيذها، وأثبتت نجاحها من خلال السماح لحملة الشهادات الثانوية قسم أدبي من الدخول إلى هذه المعاهد، وتدريبهم كما يجب إلى أن تمكنوا من التخرج بجدارة ليحصلوا على وظائف في شركات كبرى في المملكة، و كانت إنتاجيتهم إيجابية بعد السؤال عنهم، ورغم توضيح هذه الفكره إلا أنه أصر على الرفض، واكتفى بالرد قائلا: «هذه مخالفة يتم المعاقبة عليها بموجب النظام، ويمكن المعاقبة على ذلك بعدد أولئك الخريجين».
ما أن انتهى المهندس الأخضر من سرد الحادثة حتى تفاجأ المجتمعون وتفاوتت تعليقاتهم ما بين شاجب إلى مستنكر إلا أنهم أكدوا رفضهم على هذا التوجه في ظل وجود تهيئة قادرة على تمكينهم من الدخول في هذا المجال.
الأخضر واصل حديثه بعد ذلك. وأشار إلى أنه جرى رفع خطاب في هذا الصدد إلى وزير العمل المهندس عادل فقيه تضمن فكرة إمكانية تحويل مخرجات التعليم غير القادرة على الانخراط في سوق العمل من خلال تأهيلهم بطرق علمية مدروسة تساعد على تغطية احتياجات السوق، وقال: طلب الوزير عقد اجتماع مع المؤسسة العامة للتدريب من أجل التباحث فيها ودراستها.
وأضاف: مع الأسف نحن نعاني من بيروقراطية مزمنة، تتمثل في ضرورة الالتزام بالنصوص حتى لو أن متطلبات السوق باتت تلح على ضرورة اللجوء إلى ما يعرف ب «روح النظام» المتماشي مع سياسة الدولة الرامية إلى تقليص أعداد البطالة. وأردف بقوله: لا توجد لدينا صناعات كبرى وهذه واحدة من أكبر المشاكل فنتيجة لعدم وجود مخرجات تعليمية مهيأة لقيادة هذه الصناعات أو الانخراط فيها نرى أن الدولة تضطر إثر ذلك إلى التعاقد مع شركات أجنبية لسد الفراغ، لكن يمكننا في هذه المرحلة الانخراط ضمن تلك الشركات للتعلم والاستفادة منها عوضا عن قيامها بتنفيذ المطلوب والخروج دون أن تخلف وراءها أية خبرات وطنية يمكن الاستفادة منها مستقبلا بما يساعد على تكوين جهاز كامل يسهم فيما بعد لصنع شركات سعودية مماثلة تحقق الاكتفاء الذاتي.
وختم بقوله: مشكلتنا في المملكة إدارية بحتة، والدليل أن الأموال لدينا متوفره غير أننا لا نملك آلية واضحة وسليمة للاستفادة من تلك الأموال. ففي الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى العلوم التطبيقية كالفيزياء والكيمياء والأحياء وغيرها نجد أننا مقصرون في التركيز على هذا الاتجاه، وكم أتمنى لو يكون للجانب الإعلامي دور في بث برامج توعوية على غرار البرنامج القديم «افتح يا سمسم» لنساعد النشء الصاعد في تغذيتهم بمفاهيم العمل والاقتصاد.
المشاركون في الندوة
- الدكتور نايف الدعيس عضو مجلس الشورى السابق.
- عبد الغني الأنصاري عضو اللجنة الوطنية السياحية في مجلس الغرف السعودية.
- محمد داغستاني مدير إدارة الجودة الشاملة في إدارة التربية والتعليم في منطقة المدينة المنورة.
- محمد رشوان عضو اللجنة التجارية الوطنية في مجلس الغرف السعودية.
- الدكتور بسام الميمني عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة المدينة المنورة .
- المهندس يوسف السيد نائب رئيس لجنة التعليم الأهلي التابعة لغرفة تجارة وصناعة المدينة المنورة.
- وائل الأخضر عضو لجنة التدريب الوطنية التابعة لمجلس الغرف السعودية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.