حدد الشيخ الدكتور سعد المالكي رئيس الدائرة الجزائية الثالثة بالمحكمة الإدارية في جدة يوم الاثنين 16/3 موعدا نهائيا للنطق بالحكم في قضية رشوة الأرض والتي يمثل فيها مهندس مدني في شركة شهيرة متهما أول، وقيادي سابق في أمانة جدة «مكفوف اليد» متهما ثانيا. وتتلخص الشكوى المقدمة للدائرة في اتهام المتهم الأول (المهندس المدني) بتقديم قطعة أرض يصل سعرها إلى 1.3 مليون ريال، رشوة لموظف عام للإخلال بواجبات وظيفته، وذلك من أجل تسهيل معاملات خاصة بالشركة التي يعمل لديها المتهم. وصادق المتهم أمام قاضي المحكمة على اعترافاته المبدئية، مؤكدا أنه قام بذلك لتيسير إنجاز 8 معاملات موجودة لدى إدارة المتهم الثاني واتقاء لشره. وكانت جلسة الأمس قد شهدت مواجهة أخيرة بين ناظر القضية والمتهمين، حول كيفية بيع المتهم الأول أرضا لا يملكها، حيث أصر على إنكار الاتهامات الموجهة إليه، بحجة أنه تعرض للإكراه، مشيرا إلى أنه ليست له مصلحة في رشوة المتهم الثاني. وبين أنه اشترى الأرض وباعها للمتهم الثاني بعد أن علم برغبته في شرائها، ولكنه لا يملك المال اللازم، حيث اشتراها بمبلغ 1.3 مليون ومن ثم عرضها عليه بمبلغ 1.4 مليون ريال عن طريق الأقساط، وذلك بحضور شهود وبأوراق رسمية بها كل الضمانات بأن أكون شريكا له في حال عجز المتهم الثاني عن الإيفاء بها، وهو ما حدث بالفعل حيث أصبحت شريكا له بنسبة 50%. وأضاف: تسلمت عند البيع 400 ألف ريال والباقي كان عبارة عن أقساط على 16 شهرا، فكيف تكون رشوة وقد تم الاتفاق على دفع ثمنها. - ناظر القضية ولكنك لم تصرف الشيكات التي تسلمتها ؟ - المتهم الأول: هذا غير صحيح فقد صرفت الشيك الأول وأدخلته في حسابي، وأمام فضيلتكم ما يثبت ذلك، فيما تعثر صرف الشيك الثاني لعدم وجود رصيد في حساب المتهم الذي تعرض لإيقاف حساباته. وتواصلت وقائع الجلسة بالاستماع إلى المتهم الثاني (قيادي الأمانة) والذي استهل حديثه بنفي أخذ رشوة الأرض، وقال «اعترافاتي المصدقة شرعا أخذت مني بالقوة والإكراه ولم أتقاض أي رشوة». الأحداث الساخنة التي شهدتها الجلسة استمرت حيث سأل ناظر القضية المتهم الثاني: لماذا اشتريت أرضا بالأقساط وبهذه الطريقة المعقدة؟ - المتهم: لأني لا أملك مالا لشرائها. - ناظر القضية: كيف لا تملك أموالا وقد عثر عند تفتيش منزلك على 4 ملايين ريال. - المتهم: هذه الأموال لا تخصني لوحدي وكنت أدخر ما يخصني منها للبناء، وقد وجدت من يدفع عني القيمة بعد أن اخذ الضمانات التي استطيع الإيفاء بها، ولكن حجز أموالي وإيقاف حساباتي وكذلك إيقافي عن العمل جعلني عاجزا عن الوفاء بها، ليصبح بذلك شريكا في الأرض وبهذا خسرت الشيء الكثير. - ناظر القضية: وكيف تم اختيار الأرض خاصة أنها تقع بجوار منزلك.. كيف تم ذلك ؟ - المتهم اخترت الأرض لأنها تقع بجوار منزلي، ودفعت مبلغ 400 ألف ريال مقدما، ومن ثم تم دفع مبلغ 285 ألف ريال هي نصف القيمة المتفق عليها، إلا أنني عجزت بعد ذلك لحجز أموالي. إلى هنا اكتفى كافة الأطراف بما ورد من مرافعات، ليعلن ناظر القضية إيقافها قبل أن يطلب من الجميع مغادرة قاعة المحكمة، وبعد مضي ساعة كاملة من المداولات والمناقشة مع لجنته القضائية طلب من الجميع العودة إلى القاعة ليعلن إغلاق المرافعات وتحديد يوم الاثنين السادس عشر من شهر ربيع الأول المقبل موعدا نهائيا للنطق بالحكم.