أكدت ل «عكاظ» الدكتورة موضي الخلف مساعد الملحق الثقافي للشؤون الثقافية والاجتماعية بالولايات المتحدةالأمريكية، أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ابتعث أكثر من 60 ألف طالب وطالبة سعودية إلى الجامعات الأمريكية، مشيرة إلى أنهم متميزون يتنافسون مع نظرائهم ويحصدون العديد من الجوائز العلمية والشهادات التقديرية، لافتة إلى أن الملحقية افتتحت أكثر من 120 ناديا طلابيا عززت التواصل مع المجتمع الأمريكي ونشرت الثقافة السعودية في 35 ولاية، مبينة أن الملحقية الثقافية تسعى دائما لإشراك المرأة السعودية في مختلف الأنشطة الطلابية، وتعزيز دورها القيادي بصفتها أحد العناصر الطلابية الفاعلة، وقالت «إن برنامج الابتعاث ولله الحمد بدأ يؤتي ثمارة قبل موعده». وفيما يلي نص الحديث: الدكتورة الكلمة لكم.. لله الحمد والمنة نعيش هذه الأيام فرحة شفاء والد الجميع خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره، فباسمي وباسم كافة أبنائي وبناتي المبتعثين أرفع التهنئة لخادم الحرمين الشريفين بمناسبة نجاح العملية الجراحية التي أجريت له، وأسأل المولى عز وجل أن يديم عليه نعمة الصحة والعافية، وأن يحفظه خادما للبيتين والوطن والإسلام والمسلمين. كيف ترون المستوى العام للدارسين في أمريكا؟ من واقع الإحصائيات يتبين لنا أنه بالرغم من الزيادة العددية في أعداد المبتعثين الذين يتزايدون من عام إلى آخر حتى بلغوا 60 ألف مبتعث ومبتعثة أو نحو 90 ألف بالمرافقين، إلا أن إحصائيات الخريجين تؤكد أن هذا البرنامج بدأ يؤتي ثماره ويحقق أهدافه في موعده وقبل موعده في بعض الأحيان، وهذا مؤشر أساسي للتحقق من ارتفاع المستوى العام للدارسين بأمريكا والدليل على ذلك ارتفاع نسبة الخريجين والخريجات في العام الماضي حتى وصلت إلى ستة آلاف خريج وخريجة وهذه مؤشرات إيجابية بلا أدنى شك. لعلك تسلطين الضوء على النماذج المشرقة لمبتعثينا في أمريكا من حيث المراكز المتقدمة بين نظائرهم الدارسين والجوائز التي حققوها خلال الفترة الماضية؟ نحن نتابع عن كثب الكثير من الحالات المتميزة لمبتعثينا ومبتعثاتنا وإنجازاتهم في مجالات الدراسة الأكاديمية والبحثية المختلفة، كما نتابع أيضا إنجازات مبتعثينا في مجال الاكتشافات والاختراعات العلمية التي سجلوا براءاتها، وكذلك الأبحاث التي تنشر لهم في دوريات محكمة.. ونشير هنا إلى أننا في العام الماضي خصصنا ركنا خاصا للمتميزين في معرض يوم المهنة الذي أقيم ضمن فعاليات الاحتفال بتخريج الدفعة الخامسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وكان الهدف من ذلك تركيز الضوء على هذه النوعية من المتميزين وإعطاءهم الأولوية في فرص العمل التي قد تتاح لهم.. وتسعى الملحقية لتشجيع المتميزيين وتوثيق جهودهم وإنجازاتهم العلمية، ولا شك أن بين أبنائنا وبناتنا متميزون يتنافسون مع نظائرهم ويحصدون العديد من الجوائز العلمية والشهادات التقديرية التي نعتبرها أحد مؤهلات تميزهم. التعريف بالتراث السعودي كيف تلمسين درجة حضور الطالب السعودي بالمقارنة مع زميله الدارس من الجنسيات الأخرى؟ في أي مجتمع طلابي يتحدد حضور الطالب بما يقدمه من إنجاز علمي وأكاديمي، فضلا عن الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتطوعية التي يشارك بها في المجتمع الطلابي، والطالب السعودي المبتعث أو المبتعثة لتحقيق أهداف علمية ودراسية عليه مسؤولية الإسهام في التعريف بتراث وثقافة البلاد التي جاء منها ومدى مشاركته في الحضارة الإنسانية.. وبجانب جهده الأكاديمي يشارك الطالب المجتمع الطلابي في الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تعبر عن هذه الثقافة كاليوم الوطني السعودي والاحتفال بالأعياد الدينية والمناسبات الرمضانية، فضلا عن النشاطات الثقافية والاجتماعية الأخرى التي تنقل الكثير من تراث المملكة وفنونها وتقاليدها.. ولا يتوقف دور المبتعث أو المبتعثة السعودية على ذلك فقط بل لهم مشاركات أخرى داخل المجتمع الأمريكي كالاحتفال بالأيام والأسابيع الدولية للجامعات في كل عام، فضلا عن الأعمال التطوعية مثل التبرع بالدم وزيارة المستشفيات وغيرها. 120 ناديا طلابيا ماذا عن دور الأندية الطلابية في تشجيع هذه النماذج وإبرازها وهل أنتم راضون عن الأندية الطلابية حاليا وما قدمته ؟ تحرص الملحقية الثقافية على دعم الأندية الطلابية التي يتم تأسيسها تحت مظلة الجامعة ووفق قوانينها وهي لا تتعارض مع ذلك مطلقا بل إنها تشجع دائما على أن يكون لهذه الأندية وجود رسمي داخل الجامعة لوقايتها والحفاظ عليها.. ولقد نجحنا حتى الآن في تأسيس ما يربو على 120 ناديا طلابيا سعوديا في هذه الجامعات فيما يزيد عن 35 ولاية أمريكية.. وهذا شيء إيجابي يطرح فكرة التواجد بصورة فعالة ويقوم الطلاب فيها بدورهم كرموز ثقافية واجتماعية فاعلة في الخارج.. ولذلك فنحن نشجعها ونمدها بالمواد الثقافية والمطبوعات والدعم المادي، ونحرص أيضا على طرح فكرة المنافسة التي تسهم في تقييم العمل الطلابي وتكريم الأندية الطلابية التي تؤدي دورا أكبر من غيرها.. ومن ثم نحن راضون عن هذه الأندية وعن طريقة إنشائها وعن الكثير مما تؤديه وكذلك الإنجازات التي تحققها.. ولكننا في نفس الوقت نؤمن تماما بأن فكرة الأنشطة تعتمد أساسا وبدرجة كبيرة على العمل التطوعي وعلى قدرات ومهارات واستعدادات الأفراد التي قد تختلف بين فريق وفريق ممن يمثلون هذه الأندية. الخطط المستقبلية لتفعيل دور الأندية بشكل أكبر.. أعتقد أن النظام القائم على تأسيس الأندية الطلابية تحت مظلة الجامعة يعد من أفضل الوسائل التي تمنح الطلاب حرية العمل والقيام بأنشطتهم في بيئة صحية ومناسبة، ولذلك سنستمر في هذا المجال وبنفس الخطوات التي عن طريقها نعتمد هذه الأندية ونعترف بها رسميا.. أؤكد مرة أخرى أن تقنين الأندية والاعتراف بها من قبل الملحقية يتطلب ذلك.. أما بالنسبة للخطط المستقبلية فسيكون حتما في إطار ما يسمى بزيادة طاقة التواصل والتفاعل مع المجتمع الأمريكي، فضلا عن التوسع في زيادة عدد الأندية في مختلف المناطق التي لا يوجد فيها تمثيل لهذه المجموعات الطلابية.. كما أننا نسعى دائما إلى عدم إغفال دور المرأة ومسؤوليتها في المشاركة الطلابية وأن يكون لها دور قيادي بصفتها أحد العناصر الطلابية الفاعلة داخل المجتمع الطلابي، كما أن عليها مسؤولية التعبير عن هويتها في هذا المجتمع. كلمة أخيرة د. موضي ؟ أتقدم بالشكر بعد شكر الله سبحانه وتعالى لوالد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على ما يحظى به المبتعث والمبتعثة السعودي من رعاية واهتمام. كما أتقدم بالشكر لوزير التعليم العالي د. خالد العنقري، ونائبه الدكتور أحمد السيف، ووكيل الوزارة لشؤون البعثات على اهتمامهم بأبنائهم المبتعثين، كما أشكر سفير خادم الحرمين الشريفين في أمريكا عادل بن أحمد الجبير، والملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى على دعمهما للأندية الطلابية والمبتعثين والمبتعثات وتسهيل أمورهم وتسخير كافة الإمكانيات لتحقيق سبل النجاح لهم.