سجلت درجات الحرارة في مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، أمس، انخفاضا حادا في درجات الحرارة، إذ بلغت ذروتها في محافظة حفرالباطن 7 درجات «صغرى» فيما سجلت مدينة الدمام 10 درجات، بعد أن كانت أول أمس في حدود 14 درجة، وذلك نتيجة لهبوب رياح باردة شمالية غربية، أدت إلى انخفاض في درجات الحرارة. وأوضح الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق، أن الشمس بلغت في يوم 22 ديسمبر، أعلى معدل لها من جهة الجنوب، ثم بدأت الآن بالانصراف متجهة نحو الشمال، لافتا إلى أن المثل العامي يقول: «لا برد إلا بعد الانصراف، ولا حر إلا بعد الانصراف»، أي لا يأتينا البرد الفعلي الذي يدخل مع الإنسان في فراشه، إلا بعد انصراف الشمس وبحساب العرب فإن ذلك البرد يسمونه برد القلب، حيث يقول العرب«إذا طلع القلب جاء الشتاء كالكلب»، أما القلب فهو النجم الثاني من نجوم المربعانية. وأشار الدكتور الزعاق، أن الأيام الماضية كانت فترة التدافع بين المرتفعات والمنخفضات الجوية، بما يسمى بتصارع الكتل أو الجبهات الهوائية، مبينا أن الأجواء أصبحت الآن متأرجحة بين الاعتدال والبرودة، وأضاف: تعد مرحلة برد الانصراف، هي مرحلة الليالي الأطول في السنة، ومرحلة البرد القارس علينا، ومرحلة تهيج الأعاصير جنوب المحيط الهادي والهندي، في المناطق المتاخمة لمدار الجدي، لسقوط أشعة الشمس بشكل عمودي هناك، الأمر الذي يسبب انخفاضا حادا للمنخفضات على جزيرة العرب والخليج العربي، فتنطلق المرتفعات الشمالية المتمركزة في القطب الشمالي لتسد هذا الفراغ، ويتمثل ذلك بهبوب رياح شمالية باردة وجافة على شمال ووسط وشرق المملكة، ونظرا لقدوم الكتل الباردة من المناطق القطبية، والكتل الدافئة من المناطق المدارية، موضحا أن التقاءهما يكون غالبا فوق مناطق العروض المتوسطة، والجبهتين عند التقائهما تدور الرياح حول مركز المنخفض في اتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة. وقال الدكتور الزعاق وصعود الهواء الرطب إلى أعلى في منطقة الضغط المنخفض يساعد على تكثيف مابه من بخار الماء، وعلى تكوين السحب الركامية وحدوث ظواهر الرعد والبرق فيها ومن ثم هطول المطر من بطنها. وأضاف الدكتور الزعاق: آخر أيام المربعانية وأول موسم الشبط هي الفترة الزمانية الأبرد في السنة، وهو موسم البرد القارس الجاف، حيث يشتد البرد وخاصة خلال الليل، أو عند اشتداد الرياح الشمالية الشرقية الجافة والباردة، والتي تهب بين آن وآخر، فيتأذى الناس منها، أما الحشرات فمعظمها يهلك.