من المتوقع أن تنفذ علينا خلال الأيام القليلة القادمة موجات برد محمولة عبر رياح شمالية ناهضة وتسمى هذه المرحلة بمرحلة برد الانصراف حيث بلغت الشمس في يوم 22 ديسمبر أعلى مد لها من جهة الجنوب ثم بدأت الآن بالانصراف متجهة نحو الشمال والمثل العامي يقول ( لا برد إلا بعد الانصراف ولا حر إلا بعد الانصراف ) أي لا يأتينا البرد الفعلي الذي يدخل مع الإنسان في فراشه إلا بعد انصراف الشمس وبحساب العرب هذا البرد يسمونه برد القلب ويقول العرب (إذا طلع القلب جاء الشتاء كالكلب ) والقلب هو النجم الثاني من نجوم المربعانية وفي الأيام الفائتة عشنا فترة التدافع بين المرتفعات والمنخفضات الجوية بما يسمى بتصارع الكتل أو الجبهات الهوائية فأصبحت الأجواء متأرجحة بين الاعتدال والبرودة ، وتعد مرحلة برد الانصراف هي مرحلة الليالي الأطول في السنة ومرحلة البرد القارص علينا ومرحلة تهيج الأعاصير جنوب المحيط الهادي والهندي في المناطق المتاخمة لمدار الجدي لسقوط أشعة الشمس بشكل عمودي هناك الأمر الذي يسبب انخفاض حاد للمنخفضات على جزيرة العرب والخليج العربي فتنطلق المرتفعات الشمالية المتمركزة في القطب الشمالي لتسد هذا الفراغ ويتمثل ذلك بهبوب رياح شمالية باردة وجافة على شمال ووسط وشرق المملكة ونظرا لقدوم الكتل الباردة من المناطق القطبية, والكتل الدافئة من المناطق المدارية فإن التقاءهما يكون غالبا فوق مناطق العروض المتوسطة, والجبهتين عند التقائهما تدور الرياح حول مركز المنخفض في اتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة. وصعود الهواء الرطب إلى أعلى في منطقة الضغط المنخفض يساعد علي تكثيف مابه من بخار الماء, وعلي تكوين السحب الركامية وحدوث ظواهر الرعد والبرق فيها ومن ثم هطول المطر من بطنها وآخر أيام المربعانية وأول موسم الشبط هي الفترة الزمانية الأبرد في السنة وهو موسم البارد القارص الجاف حيث يشتد البرد وخاصة خلال الليل أو عند اشتداد الرياح الشمالية الشرقية الجافة والباردة والتي تهب بين آن وآخر فيتأذى الناس منها الأمر الذي يجعل معظم الحشرات تهلك