شاءت الظروف أن تكون زيارتي الحالية لليمن مع نهاية العالم 2012 الذي شهد تحولات جذرية، حيث انتقلت السلطة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي وفق المبادرة الخليجية التي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض، وتم أيضا إعادة هيكلة الجيش اليمني والتي كانت تعتبر يوما ما ليست مستحيلة فقط، بل ضربا من الخيال. عام 2012 ينقضي على اليمن بكل ما حمله من مفاجآت وآمال وأفراح وأحزان، ليبقى الشعب اليمني وحده يناضل جراء الانقسامات التي أحدثتها صراعات العقود الماضية من ثغرات وانقسامات في البنية المجتمعية للشعب الذي ظل لسنوات متماسكا وصامدا في وجه الرياح والأعاصير الداخلية والمخططات الطائفية التي تهدف إلى تحويل هذا البلد العريق إلى بؤرة صراعات. يودع اليمنيون عام 2012 ليستقبلوا عام 2013 وهم على أمل أن تنتهي الصراعات السياسية والتدخلات الإيرانية بهدف إذكاء نار الطائفية، واجتثاث تنظيم القاعدة من جذور الأرض اليمنية وتحقيق الوحدة الحقيقية وانتصار الحكمة اليمنية كما انتصرت في العام الماضي. وسيبقى ملف الحوار الوطني الذي يسعى الرئيس هادي أن يطلقه قريبا رغم العوائق غير الظاهرة التي تواجهه هو التحدي الأكبر لجميع اليمنيين في العام 2013م لأن نجاح هذا الحوار سيكون الاختراق الإيجابي الثاني الذي سيحققه الرئيس هادي بعد إعادة هيكلة الجيش، ومن المؤكد أن الوصول لهذا الاختراق لن يكون سهلا لأن هناك عوائق متعددة لجلوس الأطراف اليمنية على طاولة الحوار خاصة فيما يتعلق بعدم مشاركة القبيلة في الحوار وتحفظات قبائل صعدة الحقيقين بتجاهلهم في الحوار والسماح لممثلي الحوثي في المشاركة بالإضافة لتعقيدات المشكلة الجنوبية. إن ضخامة التعقيدات والتحديات التي تواجه مساعي التغيير والتنمية وإرساء الأمن في اليمن تتطلب تكثيف الجهود وتوحيد المواقف لكي يكون عام 2013م هو عام الأمن والاستقرار لليمن الذي يحبنا ونحبه. ويبقى السؤال الأهم: هل ستعي الأطراف السياسية والعسكرية والقبلية أهمية وضع الخلافات جانبا والتكاتف ووضع مصالح اليمن فوق أي اعتبار؟ خاصة أن مرحلة ما بعد صالح نتجت عن معطيات وأوضاع جديدة على الأرض.