كما نعلم جميعا أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، وإنما لا بد أن يصادفنا فيها من حين إلى آخر بعض المشكلات وبعض المصاعب، وهناك طرق مختلفة للتعامل مع المشكلات، من ضمن تلك الطرق: التعامل مع المشكلات التي نسميها (المنتهية) أي التي وقعت وانتهت ولم نعد نملك صدها مثل حدوث موت أو طلاق أو ما شابه ذلك، وهنا يأتي دور الإنسان فيها بالصبر والتكيف.. معنى الصبر على البلاء: هو حبس النفس عن الجزع والتسخط، واللسان عن الشكوى لغير الله، والجوارح عن لطم الخدود أو شق الثياب ونحوهما. ويكون الصبر وقت حدوث المصيبة أو المشكلة، «إنما الصبر عند الصدمة الأولى» كما قال عليه الصلاة والسلام. هو مهارة يمكن اكتسابها وتعلمها بالمراس والمران كما قال عليه الصلاة والسلام: «إنما الصبر بالتصبر وإنما الحلم بالتحلم». وأجره عظيم، يقول تعالى فيه: «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب».. فالصبر هو الرضا بقضاء الله و قدره. وأما التكيف فيأتي بعد ذلك .. في مرحلة تالية، ويكون بتقبل الوضع والتعامل معه بإيجابية وإكمال الحياة بإيجاد البدائل المختلفة. ما الفائدة من الاستمرار في الحزن والألم ؟ .. لا شيء! وهل هناك خسائر؟ بالتأكيد ... إنها خسائر كبيرة في مختلف جوانب حياة الإنسان: الديني، النفسي، الجسدي، المهني وغيرها. إذن .. تقبل الموقف الذي حدث بقلب المؤمن الراضي وتأمله بعقل الكيس الفطن للاستفادة من الدروس والعبر التي تعلمتها منه لتزيدك قوة وحكمة للمستقبل، ثم تنفس بعمق وأمل وامضِ لإكمال حياتك.. فهي مليئة بالخيارات الكثيرة .. ولك فيها أدوار عديدة. وتذكر دائما أن كل عسر بعده يسر وكل ضيق بعده فرج. ومن يجد أنه مستمر في مرحلة حبس النفس، باقيا مع المشكلة أو المصيبة في دائرتها غير قادر على الخروج منها وغير قادر على التكيف معها والتعامل مع آثارها، ففي هذه الحالة هو في حاجة للذهاب لشخص متخصص لمساعدته للخروج من الحالة والتعامل معها. * مستشارة اجتماعية في مركز المسرة للاستشارات بجدة. [email protected]