استطاعت لجنة الكشف عن المنشطات، بما فعل من مهامها، وما طبق بدقة وجدية وحيادية من قراراتها، الإسهام بما يخدم المجال الرياضي بشكل عام، ولاعبيه بشكل خاص، في الخلاص من آفة المنشطات، وتجنب الوقوع في مغبتها وعواقبها وعقوباتها، فقرارات اللجنة الصريحة والمعلنة والفورية وغير القابلة لأي تأجيل أو تهاون أو تسويف (بعد ثبوت التعاطي لأي منشط من المنشطات المحذورة دوليا )، كان لها أثرها وتأثيرها الإيجابيان في إنجاح هدف الوصول إلى تنقية المجال الرياضي من مخاطر المنشطات، وضررها وإضرارها؛ ذلك من جهة ومن جهة أخرى تعزيز درجة الوعي خاصة لدى الأجهزة المعنية في الأندية الرياضية للنهوض بدورها في تثقيف وتنوير اللاعبين بكل ما له علاقة بهذا «المنزلق المدمر» وأنواعه وعواقبه ونظام عقوباته الواضح. وبما أن المنشطات الرياضية قد أحيطت بهذه الإجراءات الحاسمة والفورية، والعقوبات الصارمة والمعلنة والنافذة، مما مكن من تقويض آفاتها، واجتثاث سمومها وتنقية المجال الرياضي من «أورامها»، وردع اللاعبين من «اقترافها» أو السقوط في غياهبها. وبما أن هذا النظام الناجع والحاسم قد تمكن من تحقيق الكثير من أهدافه البناءة في التصدي لهذه الآفة بكل ضراوة من خلال جهود حثيثة توجت بقرارات لا رجعة ولا تراجع في تطبيقها، وبما أن اللجنة المعنية تستمد برنامجها ومهامها ولوائح هذا النظام من قبل «الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات» (WADA) فإنه من غير المستغرب أن تحظى آلياتها وقراراتها بهذا القدر من التسريع والجسارة والبت والامتثال؛ مما عزز دور اللجنة، وكفل لها النهوض بمهامها، وتحقيق نتائجها بكل ثقة وقوة وتميز. إذا من الأولى والأوجب أن يهب ويبادر المجال الرياضي لاجتثاث ما لا يقل خطرا وخطورة، ضررا وإضرارا، فسادا وإفسادا عن آفة المنشطات الرياضية، إن لم تفقها من حيث التبعات والعواقب، ومن حيث ما تستوجبه من سرعة التدخل والبت وصرامة القرار وجسامة العقوبة، والتشهير بمقترفها كما يشهر باسم متعاطي المنشطات. تلك هي: الرشوة. فإذا كانت المنشطات الرياضية قد حددت ووضع برنامجها وعقوباتها من قبل وكالة دولية، فإن الرشوة قد حرمت من رب العرش العظيم، وفصلت في التعاليم السماوية مفاسدها، وما يجب أن يطبق بحق مرتكبيها من عقاب، وما ينتظرهم في الآخرة من وعيد. وإذا كانت المنشطات الرياضية تكتشفها اللجنة المعنية من خلال فحص العينات التي تؤخذ من اللاعبين، فالرشوة أضحت تعلن عن حالاتها و«عيناتها» في المجال الرياضي أمام القاصي والداني من متابعي الإعلام بمختلف أنواعه وقنواته، ومنها ما مضى عليه أكثر من عام، بينما عبارة «أحيلت للجهات المعنية» هي الإجابة التي أحاطت وتحيط و«تعمر» بقضايا الرشوة، على خلاف ما أحيطت به المنشطات فأيهما الأولى بالجدية والبت وسرعة التفعيل والامتثال للتعليمات؟!... والله من وراء القصد. تأمل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الراشي والمرتشي في النار» فاكس 6923348