ذَهبَت*إحدى صديقاتي للعُمرة قبل فَترة ليست ببعيدة ،وحين وصولها للحَرم المَكي بدأتْ بالطوافِ ومن ثم السَعي ولم تكمل سعيها لأن أصوات المآذن ارتفعت بِ الله أكبر.. الله أكبر .. *فقد حان وقت صلاة العصر.. اصطَفَت مع الجماعة لتُصَلي وفي مُنتصف صلاتِها اشْتَمت رائحة كريهة وإذ تُفاجأ بآثار البَصْق في أرض الحرم المكي قد التصقت بعباءتها مما سبب لها حالة نفور وأذى ولم تُكمل صَلاتها وعُمرتها بارتياح .. *وذاك يفيق مُبكراً ليذهب للدوام وإذ يسْتفتَح يومه برَجُل يفتح باب سيارته ليبصُق في منتصف الطريق .. * هذه الصور قد طُبعت في مخيلتنا لتكرار رؤيتها باستمرار لوجود مايسمى "بثقافة البصق "* *كثيرة*هي النماذج اليومية لهذه الظاهرة .. عند الخروج للدوام وعند التوقف لدى الإشارات ومحطات البينزين .. في المنتزهات .. في الحدائق .. أصبحوا يكررون هذا السلوك السيئ إلى أن أصبح عادة تُفعل بِلا إحساس ودون أدنى خجل وقبل أن يكون هذا الفعل مُخزياً إلاَّ أنه مكروه بحق فاعله لما فيه من إيذاءً الناس * قال النبي صلى الله عليه وسلم قال { : إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس } رواه ابن ماجه .* *بل أنها تَجلب العديد من الأمراض وقد كشفت الدراسات أن البصق يسبب 70% من الأمراض الفيروسية كأمراض الشعب الهوائية العادية والخطرة والسل الرئوي والميكروبات الخاصة بالجهاز التنفسي العلوي مثل النزلة الشعبية والبرد ..* عجزنا أن نوقف هذه الظاهرة المقززة من الأمكان والطرقات العامة والمخالفة لقوانين النظافة والمنظر الحضاري حتى وصل بنا الحال أن نَدخُل بها إلى أطهر البقع .. إلى متى سيستمر هذا الهراء والانحدار السلوكي .. !** أين دور وزارة الشئون البلدية للحد من هذه الظاهرة ! لابد من وضع عقوبات حاسمة بفرض غرامة أو ما اشبهه ، وأين دور وزارة الصحة فلابد من نشر توعية وإرشاد بضرر البصق على الصحة العامة والأمراض الناتجة عنه *. حسناً ماذا بقي علينا قوله :* دعوا عاداتكم وسلبياتكم بعيداً، لابد من احترام قوانين المحيط والبيئة التي نعيش بها كي نحيا بسلام وننشئ أجيالاً تُدرِك مفهوم الاحترام . * نوف العمودي* Twitter@noofalamoudi [email protected]