عبر عدد من العلماء والمشايخ وطلبة العلم والأكاديميين عن حزنهم لوفاة الشيخ محمد السبيل رحمه الله، والذي وافاه الأجل المحتوم مساء أمس الاثنين، بعد صراع طويل مع المرض.. وقالوا في تصاريح ل »المدينة» إن الشيخ كان ذا علم وخلق وتواضع جم داعين الله له بالرحمة والمغفرة.. يقول الدكتور أحمد بن نافع المورعي: الشيخ محمد رحمه الله من الرعيل الأول الذين أموا المسلمين في المسجد الحرام، وكان هو ورفيق دربه الشيخ الخليفي رحمهما الله يرتفع صوتهما بقراءة القرآن في إمامة المصلين وقد افتقد الناس الشيخين بعد رحيل الشيخ الخليفي ومرض ثم وفاة الشيخ السبيل رحمهما الله، والشيخ السبيل كان يتمتع بدماثة الأخلاق والتواضع الجم للكبير والصغير ما جعل كل من رآه أو عرفه يحبه ويدعو له. وعرف عن الشيخ تواضعه الكبير بالرغم من المنزلة العلمية والرسمية التي كان يتمتع بها فقد شغل منصب الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين إلى جانب الإمامة في الحرم الشريف وهاتان منزلتان حباهما الله له، فقام بها خير قيام وإلى جانب مشاغله المتعددة كان مكتبه ومنزله مفتوحًا لكل صاحب حاجة، وبموته فقده أبناء مكة بل المملكة والعالم الإسلامي، نسأل الله تعالى أن يغفر له وأن يسكنه فسيح جناته وعوض الله أسرته والأمة خيرا في فقد أحد علمائها الكبار. جاورته عشر سنوات من جهته عبر الشيخ عبدالعزيز بن حنش الزهراني رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج رئيس كتابة عدل مكة سابقا عن حزنه العميق لوفاة الشيخ قائلًا: جاورت الشيخ أكثر من عشر سنوات وكان من خيرة من عرفت من الرجال بعلمه وحلمه وتواضعه وعدم تتبع عورات الآخرين فهو من أهل الفضل وكان يجل أهل الفضل والعلم.. مجلس البسام وأضاف: وأذكر أننا كنا مدعوين في جمع من طلبة العلم في مجلس الشيخ البسام فدخل الشيخ السبيل وكان المجلس ممتلئا بالحضور وكان صدر المجلس شاغرا فجلس الشيخ ثم استدرك على نفسه وقال يبدو أنني جلست في غير مكاني فترك المكان للشيخ البسام مما جعل الكثير من الحضور ينتقل للمجلس الآخر تقديرا للشيخ فكان هذا الموقف العملي درسا تعلمه من كان حاضرا في تقدير العلم والعلماء. تزويج بناته في بيته ومن المواقف أيضا عندما كنت إماما للمسجد الذي يصلي فيه الشيخ عندما لا يؤم المصلين في الحرم فكنت أطلب منه أن يتقدم ليصلي بالناس لحفظه كتاب الله ثم لأنه إمام الحرم المكي فلم يكن يتقدم بل كان يقول لا أعتدي على حق من حقوقك ولم يصل يوما من الأيام رغم إلحاحي عليه وكذلك أذكر أنه زوج ثلاثا من بناته في بيته بحضور محدود رغم استطاعته رحمه الله وكثرة محبيه لكنه كان يريد أن يقدم درسا عمليا في التيسير على الناس وعلى الشباب في أمر الزواج وهو ما كان يفعله عندما كان رئيسا لمجلس إدارة الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج وإنفاقه في هذا المجال وحثه لأهل الخير بالبذل والاحتساب، رحمه الله رحمة واسعة وعوض الله أسرته ووطنه فيه خيرا.