ما بين ممرات مستشفى حائل العام يصارع المرضى والمراجعون الألم خلال فترة انتظار قد تمتد لثلاث ساعات تروى خلالها حكايات الوجع وتنبعث الآهات بين الردهات وتتنقل النظرات بين العيادات الخارجية ذات الأسقف المتهاوية والجدران المتصدعة. حالة من الفوضى تطغى على المستشفى العتيق الذي أنشئ قبل أكثر من خمسين عاماً كان وقتها يستوعب أعداد المرضى والمراجعين التي تضاعفت في وقتنا الحالي لأكثر من 300 مريض ومراجع يومياً لايكفيهم المبنى الحالي ولايستطيعون الحصول على الخدمات الطبية والصحية التي يأملونها لنقص الكوادر الطبية، كما أن العديد منهم يحضرون إلى المستشفى ويعودون دون علاج لعدم توفر الأدوية في الصيدلية. عدد من المرضى والمراجعين طالبوا مديرية الشؤون الصحية في منقطة حائل بسرعة تنفيذ مشروع إحلال المستشفى العام جنوب المنطقة والذي تقدر تكاليفة الإجمالية ب 249 مليوناً و900 ألف ريال بمدة تنفيذ تبلغ 36 شهراً. مبنى متهالك وقال خالد الشمري تجاوز مبنى المستشفى عمره الافتراضي منذ زمن طويل لاسيما وأنه أنشئ قبل أكثر من خمسين عاماً مايعنى أنه لايتناسب وأعداد واحتياجات المرضى والمراجعين في الوقت الحالي. وأضاف مباني المستشفى تعتبر تالفة منذ فترة طويلة والمرضى الذين يأتون إليها تتضاعف أمراضهم وحالاتهم لعدم الاستعداد الكافي من قبل إدارة الصحة لاستقبال المرضى الذين يعانون من الأمراض المستديمة كالسكر والضغط والصرع. ويقترح كل من ضافي المحمد ومهل الجهني وتركي السالم، نقل مستشفى حائل العام إلى أي مبنى آخر إلى أن يجهز المبنى الجديد. وأشار فايز التميمي «مريض بالسكر» إلى أنه اضطر إلى إيقاف مراجعة العيادات الخارجية بسبب التصدعات في المبنى ماجعله يخشى انهياره على رأسه في أي وقت. ويفكر زياد الشمري «مصاب بالصرع» في ارتداء خوذة على رأسه أثناء مراجعة المستشفى لتخفف قوة الإصابة عند سقوط سقف المبنى على رأسه. وذكر عياد الحربي، أن مراجعي المستشفى يفوق عددهم 300 مراجع يوميا والمستشفى غير قادر على استيعاب هذا العدد الكبير من المرضى والمراجعين وتشخيص حالاتهم دون تأخير. وأضاف الكثير من المرضى والمراجعين أصبحوا يراجعون المستشفيات والمستوصفات الخاصة بسبب ازدحام مستشفى حائل وطول فترة المواعيد والانتظار ، مشيراً إلى نقص الكوادر الطبية في المستشفى فضلاُ عن أن المستشفى لايضم قسما للعظام. فهد عبدالله يقول: أتيت قبل الموعد بوقت مبكر لأضمن تشخيص حالتي في وقت مناسب ولكن أن تمتد فترة انتظاري لأكثر من ثلاث ساعات فهذا أمر ممل ومن غير المعقول فقد تأخرت عن عملي وانتظرت طويلا في ممرات المستشفى الذي يختلط فيه المرضى المصابون في الأمراض المعدية مع الأمراض الاعتيادية. نظافة متدنية واشتكى حمود الشمري من تدني مستوى النظافة في الممرات وغرف المرضى دون أي اهتمام من الشركة المشغلة. وأضاف أصبح من المعتاد رؤية المرضى وهم يرتدون ملابس متسخة فضلاً عن تكدس بقايا القطن والشاش الملوث والحقن في سلال المهملات داخل غرف المرضى لتركها لمدة طويلة قبل إزالتها. وأشار نافل الرشيدي إلى ظهور الحشرات والصراصير في المستشفى لتدني مستوى النظافة، لافتا إلى أن أعمال النظافة في كافة طوابق المستشفى يؤديها عامل آسيوي يقوم بمسح أرضية الممرات خارج الغرف فقط. وقال عايد الفالح حضرت إلى قسم الطوارئ بمستشفى حائل العام بسبب كسر في ساق ابني ومنذ أكثر من ثلاث ساعات وأنا أنتظر الطبيب ليشخص حالته، وفي إحدى المرات أصيب والدي بألم شديد بالبطن وتوجهت به إلى المستشفى فتم استقباله بالطوارئ الساعة الثانية فجرا وجلس على الكرسي لمدة ساعة وهو يتألم بعدها قام أحد الأطباء بتشخيص حالته وطلب إجراء فحوصات وأشعة لموقع الألم وبعد أكثر من ساعة قمنا بإجراء الفحوصات وتم الاطلاع عليها والكشف على الحالة مرة أخرى لعجز الأطباء عن معرفة سبب الألم. وأضاف كاد والدي أن يموت بسبب الإهمال الذي تعرض له في قسم الطوارئ. وانتقد سعد الشمري، تأخر الأطباء في الكشف على الحالات الطارئه مشيراً إلى إصابة أحد أبنائه بكدمات في أنحاء عديدة من جسده بسبب تعرضه لحادث مروري إلا أنه ظل في الانتظار 3 ساعات لم يتم تشخيص حالته سوى مرة واحدة حضر فيها أحد الأطباء وكشف عليه وسأله عما يعانيه وذهب ولم يعد مرة أخرى. ويؤكد سعود عبدالعزيز «مصاب بالصرع» أن المستشفى يعاني من وجود نقص في كمية الأدوية قائلاً لم تستطع صيدلية المستشفى توفير العلاج اللازم لحالتي ما اضطرني إلى شرائه من الصيدليات الخارجية وعلى حسابي الخاص. من جانبه قال مصدر مسؤول بمستشفى حائل العام، نحن نعمل على إرضاء المرضى والمراجعين من خلال رفع مستوى الخدمات الطبية المقدمة لهم عبر تأمين الأجهزة الحديثة ورفع مستوى النظافة داخل المستشفى، وسنعمل خلال الفترة المقبلة على تغيير الصورة النمطية عن المستشفى لدى المرضى والمراجعين.