قال مبعوث الكرملين الخاص لشؤون الشرق الأوسط امس إن قوات المعارضة السورية تحقق مكاسب في مواجهة القوات الحكومية ومن الممكن أن تنتصر في الحرب الدائرة مع نظام الرئيس بشار الأسد، مما يعتبر تحولاً في الموقف الروسي من الاحداث في سوريا . وقال المبعوث ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية أيضا إن روسيا تعكف على خطط لإجلاء مواطنيها من سوريا إذا لزم الأمر. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بوجدانوف قوله "ينبغي أن نواجه الحقائق... النظام والحكومة في سوريا يفقدان السيطرة على المزيد والمزيد من الأراضي." وتابع "للأسف لا يمكن استبعاد انتصار المعارضة السورية." ويسيطر مقاتلو المعارضة الآن على مساحة متصلة من الأرض تمتد من الشرق إلى الجنوب الشرقي من العاصمة دمشق رغم القصف العنيف من الجيش النظامي بهدف القضاء على المكاسب التي حققتها المعارضة. وقال نشطاء ووسائل إعلام حكومية سورية إن سيارة ملغومة انفجرت مما أسفر عن مقتل 16 رجلا وامرأة وطفلا في قطنا وهي البلدة التي تقع على بعد نحو 25 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من دمشق حيث يعيش كثير من الجنود. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن الانفجار وقع في منطقة سكنية للجنود في قطنا التي تقع قرب عدد من قواعد الجيش. وذكر أن عدد القتلى يبلغ 17 منهم سبعة أطفال وامرأتان. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن 16 شخصا لقوا حتفهم. وألقى التلفزيون الحكومي باللوم على "إرهابيين" وهي الكلمة التي تستخدمها الحكومة في الإشارة إلى مقاتلي المعارضة وعرضت لقطات لجنود وهم يسيرون قرب مبنى دمر جزء منه مع تناثر الحطام وقطع معدنية على الطريق. ويأتي الهجوم عقب وقوع ثلاثة تفجيرات عند وزارة الداخلية مساء الأربعاء والذي قالت الوكالة السورية للانباء إن خمسة قتلوا خلاله منهم عبد الله كيروز نائب البرلمان من الحزب القومي الاجتماعي السوري. وإلى جانب تحقيق مكاسب في مشارف دمشق خلال الأسابيع القليلة الماضية شن مقاتلو المعارضة أيضا هجمات كر وفر أو فجروا قنابل داخل العاصمة وكثيرا ما استهدفوا مباني امن الدولة أو المناطق التي ينظر لها على أنها موالية للأسد مثل جرمانا حيث أسفر تفجيران عن مقتل 34 شخصا في نوفمبر/ تشرين الثاني. وشن مسلحون هجوما على دمشق بعد تفجير في 18 يوليو تموز أسفر عن مقتل أربعة من أقرب مساعدي الأسد منهم صهره آصف شوكت لكن تم صد محاولاتهم لاحقا. ووردت انباء عن أن الأسد الذي أصبح في موقف بالغ الصعوبة بدأ يلجأ لاستخدام أسلحة أكثر فتكا ضد خصومه. وقال مسؤولون امريكيون من حلف شمال الأطلسي إن الجيش السوري أطلق صواريخ بالستية من نوع سكود -وهي قوية لكنها ليست دقيقة بصورة كبيرة- على مقاتلي المعارضة في الأيام القليلة الماضية. وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن بعض المناطق المأهولة بالسكان تعرضت لهجمات بقنابل حارقة وتحتوي مواد قابلة للاشتعال مثل النابالم أو الترميت او الفوسفور الأبيض مما قد يؤدي لاشتغال النار في المباني أو يسبب حروقا شديدة أو تلفا كبيرا في الجهاز التنفسي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية قصفت امس ضواحي في شرق دمشق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وإن المدفعية تضرب داريا والمعضمية وهما منطقتان في الجنوب الغربي قرب الوسط حيث تشن المعارضة معارك للاحتفاظ بموضع قدم. ولقي 40 ألف شخص على الأقل حتفهم في الانتفاضة السورية التي بدأت في مارس/ اذار عام 2011 باحتجاجات في الشوارع والتي قوبلت بنيران قوات الأسد وتحولت إلى صراع مسلح. وأعلنت الولاياتالمتحدة والقوى الأوروبية والدول العربية عن اعترافها الرسمي بالائتلاف السوري المعارض الجديد أمس رغم تزايد مؤشرات عن عدم قبول الغرب فكرة زيادة عدد المتشددين الإسلاميين في صفوف مقاتلي المعارضة. واحتشدت دول غربية في محادثات "أصدقاء سوريا" في مراكش بالمغرب حول الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة الذي تشكل الشهر الماضي تحت رئاسة رجل الدين المعتدل معاذ الخطيب. وانتقدت روسيا التي منعت إلى جانب الصين أي محاولة لاتخاذ إجراءات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد الأسد قرار واشنطن بمنح الائتلاف اعترافا رسميا قائلة إنها تخلت فيما يبدو عن أي محاولة للتوصل إلى حل سياسي. وكانت تصريحات بوجدانوف أوضح مؤشر حتى الآن على أن روسيا تتأهب لهزيمة محتملة لنظام الأسد. وقال بوجدانوف "نتعامل مع المسائل المتعلقة بالاستعدادات لعملية الإجلاء. لدينا خطط تعبئة ونستوضح الأماكن التي يوجد فيها مواطنونا."