يتغزل الشعراء كثيرا بالنساء، وتفاصيل أنوثتهن، وجمالهن، بقصائدهم الشعرية التي يتغنى ببعضها عمالقة الطرب، ولكن المشكلة عندما تصدق الفتاة أو المرأة ما يقال عنها من الغزل الشعري وتقع عقب ذلك ضحية لحب هذا الشاعر أو ذاك، أو لأحد المطربين، وحتى ربما لأحد المستمعين المستعذبين لهذا الغزل الشعري. حيث تجد الواحد منهم بكل بساطة وبعد مشوار من الحب والتعارف يقول لها: «لن أرضى بك زوجة، ولا أتشرف بالارتباط بك» !!! متجاهلا ومستهترا بصدقها، وعشقها له، ووفائها الذي ربما لن يجده مع غيرها، فهي لا تستطيع أن تكون لغيره لأنها تحبه، وتفضل الحياة معه بشقاء لتحظى بقربه والذوبان في عالمه، تضحي بسعادتها من أجل إدخال السعادة إلى قلبه، فهي تختار الشقاء لتحظى بالحب للحبيب المتغزل بها، ومع هذا لم تشفع لها تلك العاطفة الجياشة المفعمة بالصدق والشفافية لدى هذا الشاعر أو المطرب أو المستعذب لهذا الشعر أو هذا الطرب الذي اعتقدت في يوم ما أنه الحبيب وشريك الحياة في المستقبل، فهي لا تتعدى بعد كل ذلك في نظره مجرد «ساقطة لا تصلح زوجة يتشرف بها ويثق بها» !!. شيء محزن ومحير في نفس الوقت أن يكون هذا مفهوم الحب في مجتمعاتنا الشرقية للأسف الشديد، ويفرض تساؤلا حول هذا التناقض بين التفكير والسلوك من الرجل؟ وحول مظلومية الحب الأنثوي الذي وقع ضحية غزل شعري أو طربي، مسكينة المرأة حتى في أبسط تفاصيل حياتها تجد التمييز والخسف بها وبحقها الطبيعي أن تحب وتتزوج عن حب وقناعة ورضى وتتأنق في اختيار شريك حياتها، فليس أمامها إلا الكبت لعاطفتها وانتظار اختيار الأهل لشريك الحياة الزوجية التي تمتد إلى آخر العمر.