تختص مؤسسات التعليم العالي بوجه عام، والجامعات بشكل خاص بميزة صيانة الأمانة العلمية، والمحافظة على الأعراف الأكاديمية المتعلقة بصحة ومصداقية مؤهلات أعضاء هيئة التدريس، والكوادر القيادية والإدارية المنتسبة إليها. ومن هذا المنطلق، تتواصل جهود وزارة التعليم العالي للتحذير من الجامعات الوهمية التي تروج المؤهلات الأكاديمية المزورة، وتمنح غير المستحق لمن لا يستحق، وهو ما اتضح في قيام الوزارة بنشر قوائم بهذه الجامعات، وتحديثها باستمرار. وتعاني كثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية، وعدد من الجامعات، وكذلك الشركات والبنوك، من أصحاب المؤهلات المغشوشة الذين تسنم بعضهم مناصب قيادية لا يستحقونها، في الوقت الذي حرم منها من هم أكثر تأهيلا وكفاءة، وذلك ما أسهم في تزايد مشكلاتها الإدارية والأكاديمية، وتدني مستوى أداء العاملين بها، وانعكاس كل ذلك على رضا المستفيدين من خدماتها. وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقها عدد من الجهات الحكومية، كوزارة الداخلية، ووزارة التعليم العالي لمواجهة الجامعات والمكاتب التي تسيء إلى الأعراف الأكاديمية، وما تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي من حملات متواصلة لكشف أصحاب المؤهلات الوهمية؛ إلا أن معظم هذه الجامعات والمكاتب، لازالت تستقبل طلبات الطامحين للحصول على شهادتها، وتقدم لهم تسهيلات وتخفيضات مالية تمكنهم من الحصول على الماجستير والدكتوراه في زمن قياسي قد يصل إلى ثلاثة أشهر!. إن من المهم التفريق بين الجامعات التي تمنح شهادات معترف بها في موطنها، لكنها غير معترف بها في دول أخرى، وبين جامعات تمنح شهادات غير معترف بها في أي مكان، وهي في كل ذلك أقل ضررا من المكاتب والشقق المفروشة التي تبيع أوهاما أكاديمية لتزيد أرباحها، مقابل منح ألقاب علمية ترضي غرور بعض الحالمين، وتحقق لهم طموحات وهمية بأيسر الطرق الملتوية، لعل من أقلها الوجاهة الاجتماعية بالحصول على هذه الألقاب التي قد يخدعون بها الناس بعض الوقت، لكنهم من المؤكد لن يستطيعوا ذلك طوال الوقت. كلمة أخيرة: الجيوب الفارغة لم تمنع أحدا من إدراك النجاح، بل العقول الفارغة والقلوب الخاوية هي التي تفعل ذلك. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة