أحالت شرطة العاصمة المقدسة، الشاب الثلاثيني الذي قتل شخصين، أمس، في حي الغسالة، إلى دائرة النفس في هيئة التحقيق و الادعاء العام، للتحقيق معه، على أن يتم عرضه على الأطباء النفسانيين للتأكد من قواه العقلية، وإصدار تقرير طبي بذلك. إلى ذلك علمت «عكاظ»، من مصادرها الخاصة، أن الجاني كان متحفظا في الحديث أمام المحققين، في إطار التحقيقات الأولية، والتي جرت في قسم شرطة المعابدة، حيث بدت عليه آثار المرض النفسي، و ظل يهذي بكلمات مبهمة، كسؤاله «أين جدي حيسون» إلا أنه أجاب بوضوح على سؤال المحققين له حول مبررات الجريمة؟ بقوله: كان يدخن أمام المسجد، وظل بعدها صامتا مرددا نفس الكلمات. وأفادت مصادر ل «عكاظ»، أن أهالي الحي قطعوا التيار الكهربائي عن المسجد لقطع صوت المكبرات بعد أن استخدمها الجاني ما بين تكرار أذان العصر عدة مرات و ما بين إلقاء خطبة، كما أن عددا من الجيران كانوا خارجين إلى المسجد، إلا أن البعض منهم عاد لأدراجه عندما شاهد الجثة. وأكدت مصادر مقربة ل «عكاظ»، أن الجاني تم تشخيص مرضه النفسي قبل عدة أسابيع، بإصاباته بانفصام في الشخصية من قبل مستشفى الصحة النفسية في التنعيم، و أعطي علاجا لمرضه، بعد أن نوم عدة أيام، قبل أن يتم إخراجه و أعطاؤه العلاج اللازم وتحديد موعد للمراجعة. وأشارت المصادر، إلى أن إدارة المساجد والأوقاف في العاصمة المقدسة، اتخذت قرارا بإغلاق المسجد بعد أن تحول إلى مسرح جريمة على يدي الجاني، حيث اضطرت معه الجهات الأمنية للمطالبة بإغلاقه عن طريق إدارة المساجد والأوقاف، لحين استكمال التحقيقات، خاصة أنه لا تزال آثار الدماء موجودة في أماكن متفرقة من المسجد. المسجد الذي يقع في قلب حي الغسالة شرق مكةالمكرمة ويقصده مئات المصلين، أنشئ على نفقه أهل الخير في العام 1402ه ، وظل ثلاثة عقود ماضية منارة إشعاع، لتعليم كتاب الله، لكن المشهد تبدل بالأمس وفي الوقت الذي كان الشيخ عبد الله الغامدي، مشيد المسجد يضع لبناته الأولى، فتح الجاني عيناه في مكةالمكرمة، ليوازي عمر المسجد العمر الحالي لعمر الجاني. إلى ذلك سكن الهدوء اطراف حي الغسالة، بعد جريمة القتل التي حدثت عصر امس الأول، حيث أقدم الجاني على قتل رجلين. ورصدت جولة «عكاظ» داخل الحي إغلاق ابواب المسجد الذي وقعت بداخله الجريمة. وبين شاهد عيان فضل عدم ذكر اسمة انه و قبيل أذان العصر بدقائق، قام الجاني بضرب عبدالكريم من الجنسية الباكستانية الذي يعمل في المملكة في مجال البناء منذ 30 عاما، ويبلغ من العمر 45 عاما، حيث خرج الأخير من موقع مجاور للمسجد كان يعمل فيه لاخذ قسط من الراحة، ووقف أمام ذلك المنزل وأخذ يدخن «التبغ» وبمجرد أن شاهده القاتل ضربه بحجر البناء «بلوك»، ما فجر الدماء من رأسه امام اعين اهالي الحي، الذين لم يستطيعوا مساعدته، وفي تلك اللحظات ذهب الجاني إلى منزله وعاد وبحوزته مسدس فيما المجني عليه لازال ملقيا على الأرض مضرجا بدمائه، فأجهز عليه بعدة طلقات، وحسب شهود العيان فإن القاتل كان يواصل إطلاق النار على جثة هامدة مرددا عبارة «تدخن .. أنت فاسق أنت فاسق». ثم بعد ذلك توجه القاتل نحو المؤذن بداخل المسجد، وقام بضربه «بعصى خشبية»، ممسكا بالضحية الثانية كرهينة، ثم اذاع عبر الميكرفون «حي الى الجهاد حي الى الجهاد» فخرج من تبقى من الاهالي إلى شارع الحي حيث شرع في ضرب الرهينة داخل محراب الإمام حتى قتله. وفي تلك اللحظات حضرت الأجهزة الأمنية وتمكنت قوات الأمن من القبض على الجاني حياً دون إصابات. وأوضح أهالي الحي ل «عكاظ»، ان القاتل خريج جامعي يعمل لدى إحدى المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم بمكةالمكرمة، كمراسل وكاتب، ولم يعرف عنه سوء الأخلاق.