(القوزين).. القرية الوادعة على الواجهة البحرية للكورنيش الجنوبي في محافظة جدة وتبعد عن وسط المدينة بنحو 70 كيلومترا ظلت ولا زالت مستودع الاسماك والاحياء البحرية ومرفأ الصيادين وشاطئهم المفضل واكتسبت البلدة شهرتها من قوارب البحر واهازيج الصيادين. في مرفأ القوارب الذي يقع على مقربة من مركز صروم البحري التابع لحرس الحدود التقت «عكاظ» بالصياد محمد من أبناء الجالية البرماوية، فقال إنه يعمل في المرفأ منذ 30 عاما ممتهنا الصيد، ويقول: ننطلق بقواربنا في الخامسة فجرا بحثا عن الرزق.. هناك من يحصل على رزقه في ساعتين او ثلاث وهناك من يضطر إلى البقاء حتى العصر. على الشاطئ ينتظر السماسرة، وتجار سوق البنقلة، لكن في غالب الاحوال هناك صفقات استباقية تتم قبل وصول القوارب الى الشاطئ. وللأقارب والاصدقاء نصيب من الرزق. إلى البنقلة في وسط قرية القوزين تصطف متاجر وعلى جوانبها ومحيطها حاويات مليئة بالاسماك الطازجة (حريد، طرباني، ناجل وسيجان) وتشهد السوق اقبالا كبيرا من المتسوقين وعشاق الوجبات البحرية، ويقول محمد اليامي من سكان المنطقة الجنوبية انه تعود على الحضور بشكل أسبوعي لشراء الأسماك الطازجة من السوق. ويشير إلى أن الأسعار تقل كثيرا عن أسواق البنقلة وفي أوقات أخرى تكون ذاتها إلا أن ما يميز أسماك القوزين أنها طازجة ومأمونة. عبدالله أحد الباعة في السوق قال: إنه امتهن بيع السمك والصيد مع اشقائه حيث يقوم والده ببيع كميات من الصيد لتجار في البنقلة فيما يتم تسويق الباقي في القرية وللزبائن الذين يأتون خصيصا إلى القرية، اما الكميات المتبقية فستكون للاستخدام الخاص. وعن الأسعار يضيف عبدالله إنها تتفاوت من يوم لآخر وفي غالب الأيام تقل أسعار الأسماك عن البنقلة بأكثر من النصف. وأشار خلال عرضه لسمكة ناجل تزن 9 كيلوغرامات اصطادها أحد أشقائه أن اغلب المشترين من الجنسية البنجلاديشية حيث يتوافدون من مرفأ صروم ومعظمهم يتم الاتفاق معهم بشكل مسبق ولديهم سيارات نقل مبردة. سوق القلي يقول عبدالرحمن اليامي إنه يعمل في منطقة الصناعية جنوبجدة ويتردد مع زملائه على سوق البرماوية في القوزين كل يومين لشراء السمك للاستفادة من اسعارها المناسبة مقارنة بالموجود في البنقلة. ويضيف إنه يقلي ما اشتراه في محلات مخصصة لهذا الغرض قبل أن يحمل الوجبة الشهية الى زملاء العمل في الصناعية. وينتقد اليامي سوء مستوى النظافة وكثافة الذباب. سعيد الغامدي ذكر أن سوق الأسماك في القوزين من المواقع المشهورة والمحببة لأهالي جدة والكثير من القادمين من خارجها. كما أن الكورنيش الجنوبي المجاور للقوزين يلاقي إقبالا كبيرا من عشاق البحر بسبب ثراء المنطقة بالطيور وهجراتها الموسمية، ومع ذلك فإن وضع القرية والمنطقة بشكل عام لا يزال كما هو منذ سنوات. ويرى الغامدي أن القرية بحاجة إلى مزيد من التطوير والارتقاء بالبنى التحتية والرقابة على ما يتم تسويقه من أسماك ومراجعة الشهادات الصحية للباعة والعاملين في نشاط القلي. تلوث وأدخنة أما خالد الحربي فقال إن سوق القوزين للأسماك رغم شهرته إلا أن المنطقة بأكملها تعاني من التلوث بسبب حرائق النفايات وانتشار كميات الدمار والسكراب المتراكمة في الحي. ويطالب الحربي بإيجاد حلول عاجلة لتحسين وضع المنطقة بيئيا ورفع المخلفات وإيقاف ظاهرة حرائق النفايات والارتقاء بوضع السوق. ويشير إلى أن العدد الكبير للمتسوقين يحتم تفعيل الخدمات ورفد المنطقة بالاستراحات والمقاهي والمطاعم الكبيرة وتخصيص ملاه للأطفال. إتلاف الفاسد مصدر في أمانة جدة أبلغ «عكاظ» إن مراقبي الصحة العامة يتابعون بشكل يومي على مدار الساعة الوضع في سوق الاسماك في البنقلة ويتم بشكل مباشر إتلاف الأسماك غير الصالحة وتطبيق أنظمة الامانة من غرامات وإقرارات خطية على المخالفين. وفيما يتعلق بسوق الخاص البرماوية في قرية القوزين سيتم توجيه البلدية المعنية بمتابعة الوضع ميدانيا ورصد جميع المخالفات لتطبيق الأنظمة في حق المخالفين. وعن حرائق النفايات والمخلفات في محيط القوزين قال المصدر إن لجنة لمكافحة ظاهرة جمع وتجارة السكراب والخردة تتولى عملها بواقع جولتين اسبوعيا برئاسة الادارة العامة للتراخيص والرقابة التجارية، مشيرا إلى أن ظاهرة اشعال الاطارات التالفة في السوق فردية وتحدث في مواقع بعيدة ومهجورة. لافتا إلى ان التنسيق متواصل بشكل دائم مع الجهات الامنية لتنظيم حملات مكثفة لمجابهة الظاهرة.