برعاية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه يكرم نادي جدة الأدبي مساء اليوم الفائزين بجائزة الدراسات الأدبية والنقدية في فرعي «الرمز الثقافي» و«المنجز الثقافي» التي فاز بها كلا من عبدالفتاح أبومدين والدكتور أحمد العدواني فيما تم حجب جائزة «البحث» وهو الفرع الثالث للجائزة لعدم توافر الترشيحات اللازمة، واعتبر راعي الجائزة الأستاذ أحمد باديب أن رعايته للجائزة نابعة من أنه رجل علم وفكر قبل أن يكون رجل أعمال، مشيرا إلى أن الشعور بالمسؤولية حيال المجمتع هو ما دفعه إلى تلك الشراكة المجتمعية مع الأدباء والثقفين لتنمية حب الأدب لدى الأجيال القادمة، وحول هذه المناسبة كان هذا الحوار معه: • ترعى جائزتين أدبيتين بنادي جدة الثقافي، فما تصورك كرجل أعمال لمفهوم المسؤولية الاجتماعية ثقافيا وتطبيقها في الواقع السعودي ؟ • أنا رجل علم وفكر وكنت أيضا رجل دولة قبل أن أكون رجل أعمال، فأنا صاحب فكرة تكريم السلف إضافة إلى فكر وضع رؤية مستقبلية لتنمية الرغبة عند البعض لتكريم الخلف تحت مظلة النادي الأدبي، وسأكون كذلك مع جمعية الثقافة، وكم أولئك الألوف من رجال الأعمال الذين لا يعنيهم الأدب والثقافة ولا الفنون بشيء إلا من رحم ربي أمثال أخي عبدالمقصود خوجة وغيره من القلة الذين يجمعون بين الفكر والمال والشعور بالمسؤولية نحو المجتمعات التي يعيشون وسطها. مخاض التأسيس • ألا ترى أن حول غياب الإطار المؤسسي عن هاتين الجائزتين إلى الآن ما مدى يهدد استمرارهما مستقبلا ؟ • إن هذه الجائزة أو هاتين الجائزتين لا زالتا في حالة مخاض في التأسيس، فلا بد لهما من نظام يؤسس لهما ويجعل لهما شروطا وأركانا وواجبات ترقى بها، ويعمل كتاب مفصل لهذا، وهذا كان واجب النادي الأدبي فإن عمل ذلك أصبح تمويل هذه الجائزة وتأصيلها من خلال الوقف سهلا وذلك يضمن استمرارها. • بالنظر إلى مبررات إعلان نتائج دورة جائزة أدبي جدة لهذا العام ألا تعد الجائزة تكريمية أكثر من كونها تنافسية ؟ - هذه الأسئلة الفنية يمكن أن توجه للإخوة الذين أشرفوا على النظر في المعايير وقبول الطلبات وتحديد الطرح والمواضيع ..... إلخ، ولكن ما كنت أنا أريده هو ما أود أن أؤكد عليه من خلالكم هو أن هذه الجائزة تكون لأدباء ومثقفي وفناني مدينة جدة هذه سلفا وخلفاً وأساس الاختيار للفوز يكون من خلال تقيمنا للإبداع الذي قدمه الشخص للأدب والثقافة والفنون. • ما موقفك من مقترح ربط الجوائز الأدبية بالأكاديميات والجامعات لضمان نزاهة وانضباط لجان تحكيمها وفق المعايير العلمية ؟ • لا يجب ذلك، بل يجب على الجامعات أن يكون لها معايير مختلفة عن ما يطرح في الأندية الأدبية، وأملي أن أرى في جدة أكثر من ناد أدبي وأكثر من جامعة حتى ينوب بعضهم بعضا بالقيام بهذا العبء ليكثر عدد المكرمين وليزداد حسنا بالأدب والثقافة والفنون فهي مقياس للحضارة والمدنية الإنسانية. ميثاق أخلاقي • طالبت وزارة الثقافة والإعلام بوضع «ميثاق شرف أدبي» غير انك لم توضح طبيعة الصفة التي ينهض عليها إن كانت مهنية أم أخلاقية ؟ • إن ميثاق الشرف الأدبي هو ميثاق أخلاقي، وفي هذا الميثاق نؤكد على احترامنا لبعضنا واحترام خصوصيات كل منا لوضع النقد ضمن أطر علمية لا أطر شخصية تنجرف مع الأهواء. يجب التأكيد على أن لا يبنى منح العضوية لناد من النوادي الأدبية معتمدا على كتابة كتاب، فكم هناك من كتب لا يقوم محتواها بقيمة الورق الذي كتبت عليه. فليس كل من تخرج من كلية الآداب أديب، فلقد رأينا وشاهدنا كثيرا من الأطباء والمهندسين برزوا كثيرا عن من يدعي الأدب والذين عرفناهم في حياتنا من أؤلئك كثير لهم من الذوق الأدبي والقدرة على التعبير ما خولهم لإنتاج الكثير مما يفوق إنتاج المبدعين من الأدباء، وما أمر الدكتور إبراهيم ناجي عنا ببعيد. • ما دواعي الحاجة إلى ميثاق شرف للأدباء بالنظر إلى أن ممارسة الأدباء للإبداع لا تعد عملا مهنيا حتى يمكن إلزامهم كغيرهم من تقاليد محددة في الاداء ؟ • إن لكل نشاط في هذه الدنيا مرجعية، هذه المرجعية تقوم على استقامته وصيانته من الدخلاء والمدعين وغيرهم ممن دأبهم التطفل، فإذا كان هناك ثمة ميثاق يضبط الحدود ومقومات الإبداع عندها يصبح للعمل الأدبي معيارا لا يستطيع أن يتجاوزه أولئك الذين ذكرناهم إضافة إلى ضبط حدود النقد مما يمنع التعرض للأدباء شخصيا ويبقى ذلك في محيط العمل الأدبي مما يجعلنا نتعلم احترام بعضنا لبعض وإلا خرج الأمر من حيز النشاط الأدبي إلى هيئات أخرى تفصل بين المختلفين. • دعوت إلى تعدد المنابر الأدبية وإيجاد تنظيم غير رسمي للأندية الأدبية، فما مبرراتك في اطلاق الدعوة؟ • أولا أصبح في جدة من السكان ما يزيد على ستة ملايين نسمة وليس لها إلا ناد أدبي واحد فهل يستوعب هذا النادي كل أدباء جدة ؟ يجب أن تتعدد المنابر ليجد الشباب والشيوخ والنساء والشابات والأطفال أيضا أندية يستطيعون من خلالها نشر إبداعاتهم. فأين نادي الأطفال الأدبي ! أين نادي النساء الأدبي ! إن الأدب روح وعمل ونشر، لا بد من وجود منابر لتعرض فيها هذه الأشياء. ميزان الأدب • ماذا تقول حول مطالبتك بإعادة النظر في شروط عضوية الأندية الأدبية ؟ • إن شروط العضوية في الأندية يجب أن يعاد النظر فيها؛ لأنها تشترط أن يكون العضو قد أنتج كتابا أو كتابا في الأدب، فكم هي تلك الكتب التي خرجت للناس تحت عنوان أدبي والتي انتشرت وليس فيها من الأدب اسم ولا محتوى، وكم هم أولئك الذين نقرأ لهم قصيدة أو مقالة تزن في ميزان الأدب أكثر مائة مرة من كتاب أو ديوان شعر مما طرح في أسواق الأدب، وكم رأينا من أكوام الكتب والدواوين المطروحة بأقل قيمة لمن يريد ولم نرى من يريد. فهل يحرم شاعر أثار المشاعر بقصيدة أو كاتب أشغل الفكر بمقالة من عضوية النادي لأنه لم ينشر له ديوان أو كتاب. العم عمر عبدربه كان من أعظم أدباء هذه المدينة ولم ينشر له ديوان إلا لاحقا فهل العم عمر ليس أديبا ولا يجوز له حق العضوية في النادي !!. إن الشروط يجب أن تكون على أساس من قدرة الشخص ونوعية ما كتب وليس بالكثرة ولتحديد ذلك لا بد من لجنة تقوم العمل مهما كان صغيرا وعلى أساس ذلك يمنح الطالب العضوية أو لا يمنح.