يعض سكان الشوقية في العاصمة المقدسة أصابع الندم على تشييدهم مساكن بملايين الريالات في الحي منذ نحو 20 عاما، مشيرين إلى أنه لو عاد بهم الزمن للوراء لما أقدموا على هذه الخطوة، بعد أن تفاقمت معاناتهم من العطش، وحرمانهم من الماء، ما جعلهم يرتهنون لأصحاب الصهاريج، في حين فضل آخرون تأجير مساكنهم والانتقال إلى أحياء تتوافر فيها الخدمات الأساسية. وبينما يتساءل الأهالي عن أسباب تعثر مشروع مد شبكة المياه إلى منازلهم الذي بدأ تنفيذه قبل نحو عام، أكد مدير وحدة أعمال شركة المياه الوطنية في مكةالمكرمة المهندس محمد صديق الفتني أن الشركة سلمت قبل عامين أحد المقاولين مشروعا لإيصال شبكة المياه لأحياء في مكةالمكرمة منها الشوقية مدته أربع سنوات، واعدا بإيصال المياه إلى منازل الشوقية خلال عامين. وأفاد أحمد مشروعي أن حي الشوقية يصارع العطش منذ عقدين من الزمن، مشيرا إلى أن فرحتهم لم تكتمل بقدوم شركة تابعة لمصلحة المياه لتمديد مواسير إلى منازلهم قبل نحو عام، بعد أن توقف نشاطها ولم تتحرك فيه قيد أنملة. وطالب الجهات المختصة بالتحرك لإنهاء معاناتهم، وتزويدهم بأكسير الحياة، بدلا من تقديم جرعات مسكنة لهم، مثل مد الأنابيب إلى منازلهم دون أن تنقل لهم الماء، مشيرا إلى أن اعتمادهم على الصهاريج في جلب الماء كلفهم مبالغ مالية باهظة، مبينا أن المعاناة تتفاقم بحلول الموسم مثل رمضان والحج والإجازات الصيفية، حيث تتضاعف أسعار الصهاريج مقارنة بقيمتها في الأيام العادية. إلى ذلك، ذكر وليد الزهراني أنه بات يفكر جادا في الانتقال من حي الشوقية على الرغم من إنفاقه مئات الآلاف من الريالات في تشييد مسكن فيه، مرجعا عزمه على الرحيل إلى معاناته من العطش في الحي منذ نحو عقدين من الزمن. وقال: «افتقاد الحي لشبكة المياه استنزفنا أموالا طائلة في توفير الوايتات، التي تتلاعب بالأسعار كما تشاء مستغلة أوضاعنا المزرية في الشوقية»، ملمحا إلى أنهم ينفقون أكثر من ألف ريال شهريا من أجل توفير الصهاريج، متسائلا عن الموعد المحدد لإنهاء أزمة المياه، التي أرهقت سكان الشوقية. بدوره، أفاد عبدالله الرشيدي أن معاناتهم مع العطش تتفاقم في موسم الحج، مشيرا إلى أنهم يضطرون للاستعانة بصهاريج المياه بمبالغ مضاعفة عما ينفقونه في الأيام العادية، مرجعا تلاعب العمالة الوافدة في أسعار المياه إلى غياب الرقابة. واستغرب الرشيدي معاناة الشوقية من غياب المياه عنه، على الرغم من أنه من الأحياء الشهيرة والمعروفة في مكةالمكرمة، مبينا أن الحي لا يشكو من العطش وحسب، بل يعاني أيضا من تهالك طرقه وافتقاده للإنارة. وذكر أن الحفر والأخاديد التي تنتشر بكثافة في طرقهم تسببت في إتلاف مركباتهم، ملمحا إلى ان غالبية سكان الحي فضلوا الخروج منه وتأجير منازلهم والبحث عن أحياء تتوفر فيها الخدمات كافة. في المقابل، أكد مدير وحدة أعمال شركة المياه الوطنية في مكةالمكرمة المهندس محمد صديق الفتني أن الشركة حريصة على وصول المياه لجميع الأحياء بمكةالمكرمة، مشيرا إلى أن هناك مشروعا لإيصال شبكة المياه لأحياء الشوقية والكعكية والخالدية 2 والمحمدية مدته أربع سنوات. وذكر أن المشروع سلم للمقاول قبل سنتين وجار التنفيذ في تلك الأحياء، لافتا إلى أن تلك المدة تشمل جميع المراحل من توصيل الأنابيب الرئيسية والفرعية وتركيب العدادات للمنازل، واعدا بإيصال المياه إلى المنازل خلال سنتين.