فيما تواصلت في العاصمة المصرية تظاهرات معارضي مرسي، خصوصا في ميدان التحرير ومحيط القصر الرئاسي، شهدت العديد من محافظات مصر تظاهرات مماثلة تسود معظم محافظات مصر حالة من الذعر بسبب الاشتباكات التى تشهدها بين متظاهرى جماعة الإخوان المسلمين وبين المتظاهرين المعارضين للرئيس محمد مرسى، حيث تصاعدت حدة الاشتباكات بين الجانيين بعد استخدام الأسلحة النارية وطلقات الخرطوش والأسلحة البيضاء والحجارة، وذلك بسبب الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد. واستجابة لنداء المعارضة، توجه آلاف المتظاهرين إلى القصر الرئاسي (شرقي القاهرة) للتعبير عن رفض قرارات الرئيس في ما أطلق عليه جمعة (الكارت الأحمر). وأعلن بعض المتظاهرين نيتهم الاعتصام في المكان. حيث اقتحمت قوات الشرطة ساحة مسجد الفتح ونادى الشرقية، واحتجزت عددا من المتظاهرين بعد اندلاع الاشتباكات التى استخدمت فيها الحجارة والمولوتوف والقنابل المسيلة للدموع، مما أسفر عن إصابة العشرات من الجانبين، وتم نقلهم بسيارات الإسعاف المتواجدة فى مسرح الأحداث للمستشفيات لتلقى العلاج اللازم. كما احتشد أكثر من عشرة آلاف متظاهر أمام القصر الرئاسي واخترق العشرات منهم الحواجز الأمنية وسط شعارات «ارحل» و«يسقط حكم المرشد»، دون أن تحدث صدامات مع قوات الأمن والحرس الجمهوري حتى عندما صعد متظاهرون فوق الدبابات هاتفين «إيد واحدة». في المقابل، شهدت عدة مدن في محافظات كفر الشيخوالشرقية والبحيرة بدلتا النيل (شمالي مصر) أمس اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مرسي نجمت عنها إصابات. وانتشرت المدرعات والأجهزة الأمنية للحفاظ على مقر حزب الحرية والعدالة بمدينة طنطا بعد محاصرة المتظاهرين له ورشقه بالحجارة محاولين اقتحامه، فيما تبادل الطرفان قذف الحجارة، مما أسفر حتى الآن عن إصابة نحو خمسة أشخاص وتحطيم واجهة المصرف المتحد الكائن أسفل العقار المتواجد به مقر حزب الحرية والعدالة. وبحسب ما أعلنته وزارة الصحة والسكان، فإن عدد المصابين بالقاهرة والمحافظات بلغ 11 مصابا حتى كتابة هذه السطور. كما أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع على مئات من المتظاهرين السلفيين تجمعوا أمام مدينة الإنتاج الإعلامي التي تقع بها ستوديوهات كل القنوات التلفزيونية الخاصة والمتهمة من قبل الإسلاميين بدعم المعارضة مطالبين ب«تطهير الإعلام». وانسحبت نقابة الصحافيين قبل ثلاثة أسابيع من الجمعية التأسيسية احتجاجا على تقييد الحريات في مشروع الدستور وإصرار الأغلبية الإسلامية المهيمنة على الجمعية على إلغاء نص كان موجودا في الدستور السابق (الذي سقط مع إسقاط نظام مبارك) وكان ينص صراحة على «حظر إغلاق أو تعطيل أو ومصادرة الصحف». ولم تكن أطراف العاصمة بمنأى عن التظاهر هي الأخرى ولكن هذه المرة كانت تظاهرة سلمية لبعض قوى الإسلام السياسي ضد الإعلام، حيث احتشد أكثر من ألف متظاهر بحسب ما أكده، مدير أمن مدينة الإنتاج الإعلامي اللواء محمود بركات موضحا أن المتظاهرين تجمعوا أمس أمام البوابة رقم 4 بمدينة الإنتاج الإعلامي للمطالبة بما أسموه تطهير الاعلام وللتنديد ببعض الإعلاميين من مقدمي البرامج في بعض القنوات الفضائية الخاصة. وكانت قوات من مديرية أمن الجيزة وقوات الأمن المركزي قد انتشرت داخل مدينة الإنتاج لتأمين تلك المواقع الإعلامية المهمة إضافة إلى تأمينها لأبواب مدينة الإنتاج الإعلامي وبصفة خاصة الباب الرئيس 4. في أعقاب ذلك، حذرت 20 منظمة أهلية في بيان لها، من الانزلاق نحو حرب أهلية بمصر مؤكدة على ضرورة أن يضطلع رئيس الجمهورية فورا بمسؤولياته من أجل درء المخاطر التي تهدد السلم الأهلي .