أكد عدد من المراقبين الساسيين السعوديين ل«عكاظ» على أهمية وضرورة ضبط النفس وتحكيم العقل في التعامل مع الأزمة المصرية، ووضع مصالح أمن واستقرار مصر فوق أي اعتبار. وأوضح الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط أن حل الأزمة المصرية يكمن في تقديم الأطراف المعنية تنازلات، والوصول إلى رؤى توافقية، مشيرا إلى أن استمرار الاحتقان والتصعيد من خلال الاحتكام للحشود الجماهيرية في الميادين سيؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي، وسيدفع الشعب المصري ثمنه لسنوات طويلة مقبلة. وأضاف من الضرورة ضبط النفس والاحتكام إلى العقل والمنطق في هذا الظرف الحساس الذي تمر به مصر. وأهاب بمؤسسة الرئاسة المصرية والمعارضة بوضع مصالح الشعب فوق أي اعتبار في سبيل التوصل لحل الأزمة التي تشهدها مصر. وقال إن تمسك كل طرف بموقفه، وحشد الشعب المصري للعودة إلى الميادين والمظاهرات المليونية قد يفضي إلى التصادم والتصعيد. موضحا أن حل الأزمة المصرية لا يكون إلا عبر الحوار والتفاهم، وعدم التفرد بالقرار والسلطة. وقال إن المطلوب من كافة الأطراف التوافق على صيغة حل وسط تحفظ مصر والثورة التي قدمت فيها تضحيات كبيرة. وشدد على أن العودة لسياسة الميادين تعني التصعيد، ومن ثم تدهور الوضع الأمني. من جهته، شدد المحلل الاستراتيجي إبراهيم ناظر على أن المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية بشكل عام مرحلة دقيقة وحساسة ولا تتحمل المزيد من التوتر والشحن السياسي والشعبي خاصة أن الدول العربية تتربص بها أطراف خارجية تعمل على إضعافها وتفكيكها ليتسنى لها فرض السيطرة عليها، والتحكم بثرواتها ومدخراتها. مؤكدا أن على الأطراف المعنبة بالأزمة في مصر تحكيم العقل والمنطق، والاستفادة من التجارب الماضية، والحفاظ على مكتسبات الثورة . وأضاف أن الشعب المصري شعب واع، وعلى السياسيين وصناع القرار في مصر احتواء هذه الأزمة بشكل سريع، وعدم السماح لها بالتفاقم إلى حد يصعب السيطرة عليها . وفي نفس السياق قال الدكتور وليد السديري الأستاذ في جامعة الملك عبدالعزيز إن الأوضاع في مصر تتطلب الحكمة وليس التصعيد لأن استمرار توتير الأجواء ليس في مصلحة أحد. مؤكدا أن تدهور الأوضاع سينعكس سلبا على دور مصر في المنظومة العربية .