تبذل إيران جهودا حثيثة لاختراق المجال اليمني ولن تتوقف عن ذلك، فصراعها في اليمن له أبعاد تتعلق بأمنها القومي، فاليمن بالنسبة لإيران له علاقة بصراعها مع الإقليم ومع الغرب، ووجودها في اليمن من ناحية جيواستراتيجية يدعم قوتها، وعلى اليمن أن تقف بحسم لحماية مصالحها؛ لأن المصالح الإيرانية لا يمكن أن تمرر إلا بتهديد كامل لأمن اليمن القومي. الجغرافيا السياسية لليمن حساسة لأمن دول الإقليم، وأي نفوذ إيراني يمثل تحديا للمنظومة الإقليمية العربية ولأمن الغرب بجناحه الأوروبي والأمريكي، وكلما توغلت إيران كلما تحولت اليمن إلى ضحية لصراعات القوى الإقليمية والدولية، وهذا يتطلب من اليمن أن تحدد مصالحها بوضوح وتدرك أن حسابات الأمن القومي اليمني بأي منطق لا تستوعب أي نفوذ إيراني، فالاستراتيجية الإيرانية تعمل على إعادة صياغة نفوذها من خلال توليد صراعات بين القوى اليمنية ناهيك عن أنها تريد تحويل اليمن إلى كيان معاد لمحيطه العربي. هذه الاستراتيجية كفيلة بنسف أمن اليمن القومي وإدخاله في صراعات متعددة وخطيرة على المستوى الداخلي والخارجي، أما البعد الآخر للنفوذ الإيراني لا محالة أنه سيستفز أمريكا وحلفاءها في المنطقة، وتزعم إيران أنها تريد أن تلعب دورا أساسيا في أمن الخليج، وهي في الواقع تهدده وتعتمد على الحراك الجنوبي الانفصالي السند الآخر الذي إن تحققت مطالبه سيحول صعده إلى مركز فاعل له. إن إيران تدرك أن استراتيجيتها لن تتحقق، والدولة اليمنية قادرة على لجم طهران، وعلى الدولة تعزيز الجبهة الداخلية وعدم توسيع رقعة الخلاف في بنية التكوينات المتنازعة، وعليها أن تبني قوتها لكي تواجه المد الإيراني.