في واقعة تجردت فيها الأمومة من معناها الحقيقي وتحول ينبوع الحنان إلى قسوة وبشاعة، سكبت أم في منطقة جازان مياها ساخنة على جسد طفلها الغض ذي السبعة أعوام، مما أدى إلى إصابته بحروق في أماكن متفرقة من جسمه دخل إثرها في غيبوبة لم يفق منها إلى وهو في مستشفى الملك فهد المركزي في جازان بعد نقله من مستشفى أبو عريش لسوء حالته الصحية. وفي التفاصيل، استقبل مستشفى أبو عريش العام طفلا مجهول الهوية وهو في حالة إغماء ويعاني من حروق وكدمات بأماكن متفرقة من جسمه، وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة تم نقله لمستشفى الملك فهد المركزي، حيث خضع هناك لعملية استئصال لأحد أصابعه عقب إصابته بغرغرينة، حالة الطفل المصاب، أثارت الشكوك لدى إدارة المستشفى، مما دعاهم إلى استجواب والدته ما إذا تعرض لعنف أسري، فنفت تعرضه لأي اعتداء من قبل أفراد أسرته. وفي وقت لاحق وعقب إفاقته من الغيبوبة، اعترف الطفل بأن والدته هي من قامت بسكب المياه الحارة على جسده وضربه وهو ما استدعى إدارة المستشفى إلى تصنيف الحادثة ضمن مسلسل العنف الأسري والتي شهدتها المنطقة مؤخرا. وفي الوقت الذي أكد فيه الناطق الاعلامي في الشؤون الصحية بجازان محمد الصميلي، وجود الحالة في مستشفى الملك فهد المركزي، ويتم التعامل معه وفق النظام، أكد ل«عكاظ» الناطق الإعلامي في شرطة منطقة جازان العقيد عوض القحطاني، عدم تلقي شرطة المنطقة أي بلاغ بالحادثة حتى الآن، فيما بين مدير الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة جازان أحمد يحيى البهكلي، عدم علم الجمعية بحالة الطفل المعنف، وقال: «سنخاطب الشؤون الصحية للوقوف على الحالة المعنفة وفي حال ثبوت ذلك فإن الجمعية سوف تسلك اتجاهين في مثل هذه القضايا الاتجاه الأول، رعاية الطفل رعاية كاملة عبر الشؤون الاجتماعية والاتجاه الثاني، مخاطبة الجهات المعنية للقبض على والدة الطفل لأخذ إفادتها».