حاصرت مياه الصرف الصحي أهالي حي العدل في مساكنهم شرق جدة، وباتوا يجدون صعوبة في الدخول والخروج منها، وتحولت المستنقعات الراكدة في المخطط إلى مصدر للأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، فضلا عن أنها أتلفت الطبقة الإسفلتية في الطرق، ونشرت الحفر الوعائية فيها، ما جعل السكان يتجنبون السير بمركباتهم في الشوارع المتهالكة، خصوصا في الليل، حيث يخيم عليها الظلام لانعدام الإنارة. وبينما طالب الأهالي بالتعجيل في إنجاز مشروع الصرف، مشيرين إلى أن الشركة المنفذه لم تصنع في حيهم سوى سكن لها منذ نحو ثلاثة أشهر، أرجع الناطق الإعلامي لأمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري ظهور المياه وطفح الصرف إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية في بعض الشوارع، موضحا أن الأمانة تشفط أي تجمع للمياه من الشوارع باستمرار دون تأخير. واعتبر أحمد الشمراني المستنقعات الراكدة مشكلة أزلية في حي العدل، مشيرا إلى أنها أتلفت الطرق وتسببت في تآكل الطبقات الاسفلتية فيها. وأرجع انتشار الحفر الوعائية في شوارعهم إلى المياه الراكدة التي تغمرها بكثافة، ملمحا إلى أن مطالباتهم المتكررة بإيجاد حلول جذرية لها لم تجد نفعا. وأشار الشمراني إلى أن طرقهم تفتقد للصيانة والرصف والإنارة، ملمحا إلى أن الظلام الذي يخيم على الحي بغروب الشمس يتسبب في كثير من الحوادث في الطرق والسقوط في الحفر العميقة. وشكا الشمراني من محاصرة المياه الراكدة لأربعة منازل في العدل ومنعت سكانها من الدخول والخروج، مشيرا إلى أن مشروع الصرف الصحي في الحي توقف قبل أن يبدأ قبل ثلاثة أشهر. وأفاد أن الشركة المنفذة لم تفعل في مخططهم طيلة تلك المدة سوى تجهيز سكن لها فقط، متسائلا عن موعد بدء المشروع الذي يترقبونه بفارغ الصبر. إلى ذلك اتفق محمد الشمراني وعبدالله القرني وتركي الغامدي على أن ضيوفهم باتوا لايزورونهم في منازلهم في «العدل» خشية على مركباتهم من التعرض للتلف بسبب الحفر العميقة التي تنتشر بكثرة في الحي، مطالبين بتدارك الوضع سريعا والعمل على ترقيع الحفر الوعائية. وأكد الغامدي أنه بات يوقف مركبته الجديدة في منطقة تبعد مسافة طويلة عن منزله، خشية عليها من السقوط في إحدى الحفر وتعطلها، مؤكدا أنه لا ينسى حين سقطت سيارته القديمة في إحدى الحفر الوعائية المغمورة بالمياه، وتكبد خسائر فادحة لإصلاحها. من جهته، ذكر ماجد ناصري أن مستنقعات المياه الراكدة تنتشر في الحي منذ أشهر عدة، دون أن يحدث عليها أي تغيير، مشيرا إلى أنها تحولت إلى مصدر للأوبئة والحشرات. وشدد على أهمية تنفيذ مشروع الصرف الصحي سريعا، ليصبح العدل حيا نموذجيا كما يتمنون له أن يكون، مطالبا بصيانة طرقه، ورصفها وإنارتها بعد تجفيف المستنقعات، التي فرضت حصارا على الأهالي ومنعتهم من الدخول والخروج من الحي. في المقابل، أكد الناطق الإعلامي لأمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري أن الأمانة تجري عمليات الصيانة لإعمدة الإنارة باستمرار وتبديلها عند الحاجة، مشيرا إلى أنها متعاقدة مع شركات تنفذ هذه المهمة. وبين أن الأمانة عاقبت الشركات التي لا تؤدي المهام المطلوبة منها على أكمل وجه، بعدم تجديد العقود معها مرة أخرى، مرجعا ظهور المياه وطفح الصرف إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية في بعض الشوارع، موضحا أن الأمانة تشفط أي تجمع للمياه من الشوارع باستمرار دون تأخير.